على قمة جبل من جبال البلاد، تشققت أرض وصحارٍ في تفاصيل ما، تجمعت في وجه محارب اسبرطي ولد من فوهة بندقية، بقي يولد على مدى تاريخ البلاد الكبير، ميلاد جمعي لعدنان واحد.
عدنان الحمادي، لم يكن قائدا عسكريا فقط، كان مفكرا أيضا، جمع بين قلب المحارب وعقل الفيلسوف، رجل تجاوز في وعيه حدود العسكرية، غاص في عوالم الأدب والفلسفة.
تحدث عن عدنان الحمادي، تذهب مخيلتك نحو وقفة بطل رواية، تراه في قصائد وحكايات، هذي ليست ملامح بشر مثلنا، لولا أنك تتذكر أيضا رف مكتبته، حبه للأدب والفكر.
كان الرجل قائدا عسكريا يقرأ لطه حسين، انعكست عليه فكرة النضال ضد الظلم من هناك، مثلها صراع الإنسان ضد القدر في مائة عام من العزلة لماركيز، كذلك قوة الكلمة في مقارعة الطغيان عند البردوني.
قصة الحمادي تشبه أشياء من القصص الأسطورية، ملامحه أيضا، قصص الأبطال الخالدين، جلجامش وملحمة البحث عن الخلود، خلودنا والوطن، هرقل في مواجهات قوى الشر، هرقل يتلفت دون رفاق كسلاح كاف لسلخ الوحوش، يستلقي متعبا قتيلا، لكنه ينتصر، ينتصر اسما لا يموت، يتحول من فرد إلى مدرسة.
وقف الحمادي كهرقل خاص بنا، يمنيا يتحدى الصعاب، يواجه بصلابة وإصرار، بجرأة لا تعرف التراجع، كان الموت هو آخر ما وصلت اليه قدماه، رحلة الوجود البشري القسري، عبرها باختياره وسريعا.
لم يمت الرجل، كل مرة تنظر فيها إلى جبل من جبال اليمن، ترى روحه لو ركزت لثوان لخر الجبل صعقا، في كل اخضرار وسمرة جبين جندي، في كل علامة للحياة والجسارة، يقف بأدب وشجاعة، يجسد الهمة الخالدة التي تجمع بين الفكرة والسيف، الوطن كحلم.
نم ملهمًا لنا جميعا، ليمني مهما تاه سيعرف بك طريقه، ذكرى تتجدد كل عام، كل يوم، مع كل معركة تندلع او شرارة رغبة بالمواجهة، في كل منعطف، مع كل نشيد رفعتَ له التحية، نرفع لك التحية.
من صفحة الكاتب على الفيسبوك