بين الفينة والأخرى يستعرض الحوثي بطائرات الهليكوبتر في سماء صنعاء، بصورة يحاول الإيحاء من خلالها انتصاره وتمكنه أخيراً من استخدام الأجواء والسماء المفتوحة، ويعتقد أن هذه الاستعراضات سوف تخلق لدى المجتمع بعضاً من الهالة والاطمئنان أن الحوثية أصبحت الآن دولة فعلاً.. يفرح عبدالملك.
الفرحة التي تنتاب الحوثي وهو يسمع ضجيج المروحية في الوقت الذي يرفع الناس أبصارهم ليشاهدوا صورة من الذكريات التي كانوا يعيشونها في ظل وجود الدولة ومؤسسة الجيش، صورة يعتقد الحوثي أنه يصنعها للناس كشيء جديد لأول مرة يشاهدونه، لكنه يغفل ذكريات الناس وأيام المروحيات التي كانت لا تفارق سماء المدن وبالذات صنعاء، ذكريات أعياد الثورة وهذه المروحيات ذاتها تنشر عليهم الحلوى على أسطح بيوتهم في الشوارع وحتى إلى المزارع والحقول.
يعتقد الحوثي أنه بتحليق الطيران المروحي إنجاز كبير في مسيرته القتالية التي يخوضها ضد المجتمع والدولة والقيم طوال سنوات، وأنه استطاع كسر الحظر المفروض على الطيران اليمني، يسوغ هذه الاستعراضات في غير موضعها وينسج حولها هالة من البطولة المبنية على الجهد والعمل لتطوير قواته كما يدعي.
ليس أمام الحوثي وهو يطير بالمروحية، إلا أن يغشاه الفرح والسرور، بأن انجازاً قد حققه، هكذا يؤمن أمام حالة الانكسار من السيطرة على الأجواء، يخوض استعراض مناوراته العسكرية بتلك المروحية ذاتها في كل جبهة ومناورة، ولأن الهدنة هي من ساعدته على أن يتمخطر بالأجواء وفي سماء مناوراته العسكرية، فإنه سيكون فيما بعد أمام تحدٍ كبير في قدرته على الاستعراض بالطائرات الحربية النفاذة، وهذا لن يصل إليه ولن يتمكن، وإذا حاول فالفشل والرد السريع على ذلك سيكون قاسياً.
بالأمس أراد أن يكون لأحد قياداته الكبيرة التي لقت مصرعها في ظروف غامضة والتي تنحدر من صعدة، جنازة كبيرة تليق بمكانته التي كان يحتلها في السلم الهرمي للقيادات العسكرية، مستخدماً المروحية للاستعراض في سماء صنعاء، قبل أن تقل جثة هذا القيادي إلى صعدة، وهذا أقصى ما يمكن أن يقوم به في استخدام الطيران المروحي.