منذ الثورة الخمينية في إيران وأمريكا لم تحسم أمرها في حرب مع طهران، بل أنها أحسنت استغلال ذلك في خدمة مصالحها وابتزاز دول الخليج، مما أدى إلى توسع الأنشطة الإيرانية في المنطقة والبدء بمهاجمة الدول الخليجية عبر الأذرع العسكرية لإيران في العراق واليمن ولبنان، وتهديد مصادر الطاقة العالمية كما حدث أثناء الهجمات على السعودية في البقيق وضرب المنشآت النفطية فيها، لم تقدم أمريكا شيئاً ولم تنفذ تعهداتها بحماية منابع النفط ودول المنطقة.
لم يعد مبرراً أن تبقى أمريكا تفرض العقوبات الاقتصادية على طهران، ومن ثم تبدأ بالبحث عن أساليب لدفع مستحقاتها من مبيعات النفط، كما حدث مؤخراً في استغلال قضية السجناء الأمريكيين مقابل إطلاق 7 مليارات دولار للقيادة الإيرانية من البنوك الكورية، وليس منطقياً، أن تعزز أمريكا قواتها في المنطقة، ولم تتمكن من ضبط عملية القرصنة الإيرانية في المياه الدولية وفي مضيق هرمز.
تعاقبت الإدارات الأمريكية لمختلف الرؤساء على البيت الأبيض، ولم تتمكن من حسم الأمور مع إيران، وتبديد تهديداتها ومخاوف المنطقة من أنشطتها التوسعية، هذا الأمر يذهب بنا إلى القول إن المصالح الأمريكية مع دول المنطقة لا يمكن أن تستمر بالشكل الذي تريده إلا من خلال وجود مهدد (إيران) ومسألة حسم هذا المهدد سوف يفقد أمريكا ورقة قوية أمام بقاء هيمنتها في المنطقة.
ماذا تنتظر أمريكا بعد أن أعاقت إيران طريق إمداد العالم بالنفط، وتعزز من تهديدها في مضيق هرمز، ماذا تنتظر وذراع إيران يهدد مضيق باب المندب والملاحة الدولية فيه، ماذا تنتظر ومنابع النفط تحت تهديد المسيرات والصواريخ الإيرانية، وتمنع الدول الخليجية ودول المنطقة من تسليح نفسها بالسلاح المتطور؟؟ ربما تنتظر موت الإمام (الخامنئي) والتعويل على سقوط النظام بعده بشكل تلقائي، وهذا ما لن يحدث.
يجب على دول الخليج أن تبدأ رحلة جديدة في اتجاه الاعتماد على الذات للدفاع عن نفسها وشعوبها، خطر إيران لن ينتهي، ولن يتوقف إلا بسقوط النظام المتسلط بقيادة الخامنئي، وفي اليمن تبدأ سلسلة سقوط عمامة الخامنئي، بسقوط ميليشياته الطائفية واستعادة صنعاء.