عبدالسلام القيسي
الاستثمار الخارجي في الاتصالات ليس خيانة ولا تنازلاً عن السيادة
ذات يوم، إلى وقت قريب، كانت إم تي إن قبل أن تشتريها الجماعة ملكاً لمستثمر خارجي، واليمن ضمن دول كثيرة تعمل فيها الشركة هذه، في ظل السلام، قبل الحرب وأثناء الحرب، وهناك شركات اتصالات عابرة للقارات والقوميات، العالم يتعامل بهذه الطريقة، لم نسمع من قبل أن (إم تي إن) سطت على السيادة اليمنية، ووجودها خيانة، وقد كبرنا على وجود هذه الشركة، المنافسة للقطاع العام يمن موبايل، بلا مشكلة.
لنذهب إلى السعودية، تمتلك الإمارات 27 في المئة من حصة موبايلي، السعودية، ولا تمتلك الحكومة أي شيء، كلها حصص لمستثمرين، وتتوزع موبايلي على دول المنطقة، لم ير أحد أن هذه النسبة الإماراتية انتهاك للسيادة رغم أن السعودية ليست فقيرة وتستطيع فعل ذلك، لكن هو استثمار متاح للكل، وليس كما يتصور البعض، أنها حصرية للحكومات، الحكومة لها شأن بالمشغل العام.
غالبية شركات الاتصالات في العالم خاصة، لمستثمرين، وتميزت دولة الإمارات بتميزها في قطاع الاتصالات، تمتلك من شبكة اتصالات مصر حوالي 66 في المئة، ولو جئنا إلى الكويت تعمل شركة "زين" في الكويت، وسبع دول أخرى، في الشرق الأوسط وإفريقيا، وكذلك تمتلك عمان حصصا في الاتصالات الكويتية، كل هذا يحدث بين دول ثرية.
نحن في حرب، الاتصالات أهم أسلحة العدو، ونية إماراتية باستثمار بالاتصالات، في عدن، مساندة ملحة، مطلب ملحمي، لحمايتنا من العدو، الذي يستخدم الاتصالات كمصوب لحروبه وكأذن لابتزاز الناس وهذه وحدها كافية للقبول بهذه المبادرة الإماراتية، وتزيد غرابتي وبشدة من قطاع عريض يرفض هذه الخطوة ويراها انتهاكاً للسيادة وكأنهم يرون الكهنوت الإيراني أفضل وأأمن، فوجئت بنوع الغباء.
لا أحد يفهم أولويات المعركة، كمن يريد خلاصنا باتصالات جديدة.