عبدالسلام القيسي
عن ثورة الشعب ونكبة الكهنوت.. "صالح" الفارس الأخير!
"21 سبتمبر" ذكرى الكارثة، حين تبدى الكهف بكل سواده، لالتهام كل بياض هذه البلاد.
يوم سنتذكره مدى الحياة، فهو لا ينسى.
وهل ننسى؟
لن ننسى ما أحدثته من دمار وقتل وتشريد وتنكيل، والى الآن، وقد نتصافح صوناً لعرق نجاة باقٍ ولكن رأينا بهذه الكارثة لن يتغير، وسنجابه، بالحرب أو السلام، وسنستعيد ألق هذه البلاد، والله، والدليل على ذلك أن كل الشعب يراها نكبة ويعجز الكهنوت، بكل جبروته، أن يرى ويصرح عن 26 سبتمبر كنكبة.
الدليل أن البلاد باقية والكاهن سيذهب هو احتفاء الناس بمناطق الكهنوت بعيد سبتمبر الجمهوري، ورفض غالبية الناس هناك الاحتفاء بنكبة سبتمبر ولا تجد في المناطق الخاضعة له شخصاً يؤيد نكبته، بمسمى ثورة، وغالبية الذين يوادعونه حتى تحت سيطرته ويحتفون معه ب21 سبتمبر هم ينتظرون فقط الخلاص الأخير.
والفارق بيننا وبين الكهنوت هو الإيمان، لا تجد يمنياً في الوجهتين يؤمن ب21 المشؤوم، وتجد كل يمني يؤمن ب26 سبتمبر، بشدة.
وهذا الإيمان العميق ما لا يستطيع الكهنوت نزعه ولو من الأشخاص بظاهرهم معه، هو يعرفهم أن باطنهم يؤمن بالوطن الجمهوري.
* * *
دعونا نتحدث بعد كل الذي حدث يجب أن نعترف اعترافاً كاملاً وصادماً للجميع: علي عبدالله صالح هو الفارس اليماني واليماني الأول والأخير!
لنتحدث عن هادي، مروراً بالمشاط والصماد ورأسهما عبدالملك الى رشاد العليمي، فعلي عبدالله صالح يهزأ من هؤلاء جميعهم، من الكهنة يهزأ ومن الأحرار.
هذا الذي توصلت اليه الجموع من ضرورة الحل سياسي كان يدعو اليه علي عبدالله صالح من أول طلقة، من الطلعة الأولى، ولكن الكهنوت كان يتهمه بموالاة "العدوان" والتحالف يتهمه بصناعة وتحريك "الكهنوت".
لذلك توافق الجميع على ضرورة الحل السياسي يجعل علي عبدالله صالح هو البريئ الوحيد من هذه الكارثة.
كان صالح بحب الأب، وبمن يبكي مصير البلاد التي تنهدم طوبة طوبة يريد حقن الدماء وانهاء حالة الحرب.
ومات علي عبدالله صالح وكان ضحية لانحيازه الوطني.
لم ينحز صالح للكهنوت وكان ضحيته ولم ينحز للتحالف وكان ضحية لخذلان الجميع.
علي عبدالله صالح هو الحقيقي الوحيد وقد وضحت الحقيقة الآن والناس يرون السفير السعودي في صنعاء والقيادات الكهنوتية في الرياض، ويسألون، لماذا اتهم صالح بكل شيء وكانت هذه طريقته ومطالبه؟
مات علي عبدالله صالح محاججاً الجميع وقد هزم الأحزاب كلها والجماعات والأطراف.
الداخل والخارج، هزمهم صالح أخلاقياً وعراهم من مثواه المكرم. الرحمة تغشاه.
* جمعه نيوزيمن من منشورات للكاتب على صفحته في الفيسبوك