محمد عبدالرحمن

محمد عبدالرحمن

سبتمبر المخا "فرحٌ" يا قلب صنعاء "صبراً"

Wednesday 27 September 2023 الساعة 03:04 pm

على صوت الأهازيج والفرح سطع وجه جديد للجمهورية من أوساط مدينة المخا، عبق التاريخ المشاطئ للبحر، بعد أن تراكمت سنوات النسيان لهذه المدينة، تشرق شمس سبتمبر من جديد، وتعيد لها رونقها وفرحها، وتبعث فيها حياة تسابق الزمن للحاق بركب التطور والعودة لتصبح حاضنة جديدة لتاريخ يتم صياغته بالسلاح والتنمية.

أطلت علينا هذه الأيام أفراح المخا تدشيناً بزفاف مئات العرسان، كصورة تعكس توجهاً جاداً في إحياء شقيقة البحر ومرسى المتعبين، وتعطي ملامح العزيمة على أن تكون المخا مدينة جاذبة للزوار ومرتعاً للاستثمار، ومنح أبناء الساحل الغربي قوة تعيد ثقتهم بأنفسهم بأنهم جديرون بأخذ منطقتهم نحو العودة إلى الحياة جنباً إلى جنب مع إخوتهم من مناطق المحافظات الأخرى.

تنتعش المخا كمدينة تواقة للحياة من جديد، مشاريع الكهرباء، والتخطيط العمراني والشوارع، والبدء بهندسة المدينة من جديد لتوائم التوجهات الجديدة للمقاومة الوطنية بأن تصبح المخا مركزاً حيوياً على طريق الملاحة الدولية، وبيئة صاغتها ظروف الحرب لتصبح قابلة للاستقرار فيها بشكل دائم.

إذاً لاحظنا أن صورة للجمهورية السبتمبرية تشرق من المخا وترسم لوحة تبعث على التفاؤل وتعيد إلى الأذهان صوت سبتمبر يلعلع في سماء صنعاء، ويزيح حالة الانسياب إلى اليأس من كاهل المحاصرين في مناطق الحوثي، بان الوعد الذي تصيغه المخا بتحرير صنعاء واستعادتها إلى مسار الجمهورية، سوف ينجز سلماً أو حرباً.

إن الانحياز إلى صوت المخا الجمهوري هو دافع قوي للوقوف أمام خبث الكهنوت الإمامي الذي استشاط غيظاً وغضباً من أعلام الجمهورية ترفرف في شوارع صنعاء ليلة الاحتفال بثورة 26 سبتمبر، فمنع السير العفوي للمواطنين وهم يلوحون بالأعلام كتعبير عن الفرح والأمل باستعادة صنعاء الجمهورية، تعبير لم يتمكن الحوثي من وأد دوافعه في قلوب الناس والجماهير التي تفتقد إلى اللحظة المفصلية عندما تتحد جبهة الشرعية وأطرافها وإعلان العودة إلى صنعاء الجمهورية سلماً أو حرباً.

يمكن للحوثي أن يجبر شركاءه في السلطة بصنعاء على أن يظهروا بصورة توحي بالاحتفال بالجمهورية وإيقاد شعلة سبتمبر في ميدان التحرير لكنه لن يتمكن من إجبار الجماهير على تصديق ذلك، ولن يتمكن من قلب الحقائق وتغليفها تحت مسميات واهية، لقد فات الأوان على الحوثي في إقناع الجماهير بالالتفاف حول ولايته، حتى وإن استعرض بقواته في الميادين، فقوة السلاح أضعف بكثير من قوة الجماهير وصوتها السلمي قبل أن يتحول إلى صوت البنادق والمقاومة.