خالد سلمان
مغامرات حوثي إيران.. ابتزاز للداخل وتهديد للجوار
اليمن على مفترق الطرق، وفي قلب هذا المفترق تقع المنطقة بأمنها المتزعزع واستقرارها المضطرب، من قبل جماعة أقل ما توصف به أنها موطئ قدم لقوى إقليمية، لا تخفي أطماعها التوسعية في المنطقة.
باستثاء العراق المتداخل مع إيران وأذرعها المتعددة، يبقى لبنان واليمن وفيهما تم اختطاف قرار الحرب، الأول بالبسط على بيروت بقوة السلاح، ومصادرة قرار وسيادة لبنان، والثاني بانقلاب اختطف صنعاء وصادر أمن ومصالح البلاد، وقذف بها في فم المغامرات والشطحات المذهبية وعين العاصفة.
اليمن بحاجة إلى اختصار دروب المخاطر، بإسقاط الحوثي بحمولته العدائية وثقافة الكراهية ضد من حوله، وتهديده لأهم ممرات الاقتصاد الدولي، وخنق مصر والجوار، والمضي بنزقه حد استدعاء الأساطيل الأجنبية، والخوض في اللعب بالنار والتجاذبات الدولية.
إذا كان إخراج الحوثي من معادلة الحكم قد بات مطروحاً بقوة، فإن تصفية هذا الانقلاب، لا بد وأن يبحث في قضية مفصلية واحدة: كيف يمكن خلق نظام حكم يتسم بالاستقرار، وغير عرضة لهزات العنف الدورية.
الإجابة بحاجة إلى شجاعة الاعتراف، أن من دون وضع اليد على أهم مفاتيح المشكلة المحتقنة، وهو الجنوب بموقعه الجيوسياسي وإطلالته على بحر ومحيط وخليج، ومحاذاته لمناطق إنتاج الثروات.
من غير حل عادل للقضية الجنوبية، سيبقى اليمن قلقاً محترباً خارج دائرة النظام المستتب، ومعه ستبقى المنطقة تدفع فواتير باهظة، ثمناً لعدم ترسيخ دعائم هذا الاستقرار، بالاعتراف بالتنوع وعدم فرض بالقوة نظام حكم مركزي فاسد، يقمع ويقصي ويؤسس لحروب متتالية.
من غير المكاشفة والبدء بالنقاش الجاد لوضع اليمن ما بعد الحوثي، لا يمكن لهذا المحيط طي ملف المخاطر، والقول حسناً لقد تم ترضيته واستمالته بالطرق السياسية، ولم يعد هذا النظام يمثل خطراً يهدد أمننا الداخلي، والملاحة الدولية ويعصف بترسانة صواريخه بالأمن الجماعي للدول.
العبث بباب المندب بمثابة إعلان حرب، وقصف ناقلات النفط والسفن التجارية، ونشر شبكات الألغام البحرية كما يهدد بها الحوثي علناً لإغلاق هذا الممر الدولي، لا يستدعي الوقوف في حالة انتظار ورصد للتداعيات، بل بالإمساك بالمبادأة والكف عن حُقن التسكين، وشراء التهدئة بالهبات والعطايا، والانحناء في وجه العاصفة.
المبادأة تعني اقتلاع هذا الخطر، ومن ثم الشراكة الدولية في إعادة بناء يمن جديد متعايش مع نفسه ومحيطه، وبلا تهديدات وابتزاز للداخل والجوار.
لا حل يكتسب صفة المقبولية والاستدامة، ما لم يطرق بشجاعة الاعتراف بحقيقة:
جنوباً من هنا يبدأ الحل.
* من صفحة الكاتب على اكس