تعودوا الهروب إلى الأمام، وأمعنوا به، وأوغلوا فيه، وبلغوا أوجه وغبه، حتى وصلوا إلى ما وصلوا إليه اليوم.
السؤال الأهم:
ماذا كانت النتيجة؟؟ ولصالح من كان هذا الهروب؟؟ ومن دفع كلفته؟؟ وإلى أين المآل؟؟
الرعاة كانوا يعلمون إلى أين (أصحابنا) ذاهبون، و(أصحابنا) لا يعلمون.
واليوم نرى الحقيقة فاجعة وشاخصة أمامنا، تلخصها مقولة "كانت هنا يمن".
***
الهروب إلى الأمام كان وما زال يتم على حساب شعبكم.. على حساب اليمن جغرافيا وتاريخا وإنسانا.. على حساب الوطن المثقل بقوى وجماعات تدأب للانتصار عليه.
استمرار الهروب إلى الأمام قادكم إلى الفخ..
وقعتم في الفخ..
لن تخرجوا منه إلا باستحقاقات الرعاة مهما كانت ثقيلة وباطلة.
قلت لكم من أولها إنهم ينهبون عليكم الوقت، وما أثمنه..!
لطالما كتبنا وأسدينا النصائح بدافع وطن معرض لما هو خطر وماحق؛ غير أنكم كابرتم وتعاليتم بازدراء الآخر، وغرور من فائض القوة..
اهدرتم الوقت والفرص بعبث لصالح وعود كاذبة.
قلنا لكم حينها: "الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك".
فأطلقتم علينا كل وصف باذخ بالجحود: مرجفين.. طابور خامس.. خونة.. عملاء.. مرتزقة..
لم تبق في جعبتكم من نعوت قبيحة إلا وفضتم بها علينا.
الآن السعودية والإمارات أصلحتا أمورهما مع الصين وروسيا..
وأنتم طلعتم عطل من السوق، وقد أضعتم وأهدرتم كل ممكن خلال سنوات طوال.
السعودية والإمارات أمورهما سالكة مع الصين وروسيا
وسالكة أيضا مع بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية.
فيما أنتم تعيشون اليوم مأزقكم الذي يضع لكم الخيار بين شر وأشر.
إما نهاية عاجلةد أو تنازلات لا تنتهي.. تنازلات جديدة فوق التنازلات القديمة..
تليها تنازلات لا تنتهي إلا نهاية المطاف بوضع نهاية لعهدكم.
غبي من يعتقد أن القرار الأخير بنقل مراكز البنوك من صنعاء إلى عدن تم بدون توافق وقرار من الرباعية.
استعديتم شعبكم بكل فئاته وهربتم للأمام ووقعتم في الفخ.
وإن نجيتم منه بكلفة على حساب وطن تخليتم عنه وتخلى عنكم، فإن هناك أفخاخاً أخرى تضع لكم النهاية والأجل حتماً.
***
اللعب أهداف وقد فاز الرعاة بكل تأكيد، فيما (أصحابنا) ذهبوا لتزييف وعي أتباعهم وشعبهم، بعد أن صوروا لهم هزيمة الوطن نصراً مبيناً، وتوفيقاً من الله، ومعجزة خصهم بها الله دون غيرهم.
بإمكاننا القول بمرارة مقذعة ربحت الجماعة أو "الجماعات" هنا وهناك على حساب وطن تشظى، واستبيح من أقصاه إلى أدناه.
كل الجماعات التي زعمت انتصارها، ستجد نفسها يوما أنها كانت غارقة في وهم مهول، وقد جلبت للوطن خراب الكون كله، وحتى انتصار أنانيتها المزعوم ستجده بعد حين وهما مريعا، وفيه كل ما هو فادح وقاتل.
***
الحقيقة المُرّة التي لا تريدون أن تروها إلى اليوم وقد قلتها قبل سنين "أنكم تنفذون مشروع غيركم"، فيما تظنون أنكم تنفذون مشروعكم الذي سيذهب إلى الجحيم لا محالة ولو بعد حين لن يطول، وهذا مرهون بتنفيذ أكبر قدر ممكن من أجندة ومشاريع وأهداف غيركم على حساب وطن صار أو يكاد أن يصير في خبر كان.
الأسف الأشد أنكم أنتم كنتم الجزء الأهم في مشاريع غيركم، وهو استباحة وتفكيك وتقسيم اليمن.. أعمتكم أنانيتكم، ودأبتم في تنفيذ وتكريس مشاريعهم، ومشروعكم بعض منه، بعلم أو دون علم.
أصدرتم مسوخا من "القوانين" الموتورة التي تكشف من أنتم وما هي أهدافكم، وتكشف كيف تفكرون، وماذا تريدون.. انكشفتم فيما تمارسونه من إحلال في كل شيء دأبتم عليه، وتكشفت لنا أنانيتكم المفرطة والمستحوذة التي تكرس غلبتكم على شعبكم الذي تقصوه كل يوم على نحو مخيف ومرعب.
سياسة التعليم الممنهجة والتي عمدتم إليها لصالح جماعة أو طائفة على الضد في مواجهة المصلحة العليا لشعبكم. الذي أدرتم له ظهوركم وتنكرتم له بعد تمكين.
***
تم إقصاء الآخر من شراكتكم الفعلية، وتحويل الأمر إلى شراكة صورية باهتة وعابثة لتحمّلوا الشريك فسادكم غير المسبوق، وفشلكم المريع، وإخفاقاتكم المتكررة، وتحويله إلى مشجب هو في الحقيقة قد بات يضيق بأخطائكم وخطاياكم التي لا تنتهي، وليس لها عذر مقبول.
كل يوم تزيد عزلتكم عما قبلها بإعدامكم لحق المواطنة، ويزيد تمكينكم من عزلتكم، وإن تكاثر النفاق حولكم..
لقد جعلتم كل شيء مهيأ إلى أن يأتلف الكل ضدكم.
خسرتم شعبكم بمصادرة حقوقه ومعاشه، وأثقلتموه بمزيد من الفقر المتسع، والجوع المدقع، والقمع المستهتر بحياة وحقوق مواطنيكم، وفرض الجبايات الثقيلة والمتعسفة، والتي باتت ليس لها فسحة أو حدود.
الحقيقة أنكم كنتم الأكثر من اعتقد أنكم ستهنأون بما وقع تحت أيديكم من سكان وأرض وثروة، وفي سبيل ذلك ذهبتم لتكريس مشروعكم مع غيركم لقطع الطرقات، وطلب الضمانات للحفاظ على غنيمتكم من اليمن إلى ما شاء الله، وبعدها ستضمون اليمن كلها إليكم رضا أو صميل، تحت عنوان تحرير اليمن من الاحتلال والوصاية والعدوان، فيما تثقلونه بمشروع مريع يعيد شعبنا إلى ما قبل 1400 عام.
غيركم يطيل عمركم وعمر خصومكم حتى يتم تنفيذ ما بقي وأمكن من أجندة ومشاريع وأهداف، ثم ترحلون دون أن تطفر عين عليكم بدمعة.
من صفحة الكاتب على الفيسبوك