تأتي ليلة العيد وأبصارنا شاخصة نحو باب البيت ونصيخ أسماعنا لعل شيئا ما يوحي بقدومه، نلتهم الوقت ونذهب بعيداً في الشوق لقدوم مقاتلنا الوحيد في الجبهة لقضاء يوم العيد وتقاسم الفرحة والضحكة كأسرة بسيطة لها آمال كبيرة تتسع لكل من ينتمي لهذه البلاد التي تنشد الشمس والحرية في صنعاء واستعادة ألقها وجمهوريتها.
نعم.. هو أبي الذي نرهف السمع لعل طرق الباب يخبرنا بقدومه، لكن الواجب المقدس تعاهدنا معه أن يكون له أولوية والمعركة لا تزال قائمة مع الإرهاب الحوثي لا يزال خطراً على اليمن والمستقبل والفكر والتعليم والدين والتاريخ، صنعاء لا تزال أسيرة المخالب الإيرانية.
هو عهد تنازلنا بموجبه مصاحبة العيد مع مقاتلنا الوحيد في الجبهة، وقبلنا أن يكون نديمه في يوم العيد بندقيته ورفاقه ومترسه، تنازلنا لأن الحرية بحاجة إلى ثمن ندفعه جميعا ونتشارك في ذلك دون أن نظهر أي نوع من التذمر.
أبي وهو يصافح بندقيته يوم العيد وترتسم أمامه ابتسامتنا وأحلامنا ومستقبل كله سلام ووئام بعيدا عن الإرهاب والعبودية، يبارك العيد ويعانق الشوق إلى احتضاننا، يستحضرنا واحداً تلو الآخر بملابسنا الجديدة ويبتسم كأن فعلا يداه تلامسها، والواقع أن يديه تلامس البندقية، ونحن سعداء بذلك.
أبي أنت المقاوم وهذا فخر كبير لنا والعيد هو يوم الانتصار الكبير لهذا الوطن المكلوم، العيد هو أنك أثبت شجاعتك ونقاءك وصبرك وتحملك، وهذا فخر كبير سنتوارثه بشجاعة، أنت الشجاع أيها المقاوم البطل وكل رفاقك.
عيدك مبارك كما هو لكل رفاقك وبندقيتك المجيدة.