ايزنهاور بخير.. كنا اعتقدنا أن كذبة الحوثي سيلحقها ولو خدشاً على سطح حاملة الطائرات الأمريكية التي تتموضع في البحر الأحمر، والتي ادعى الحوثي بقصفها، لكن صور القيادة المركزية للقوات الأمريكية في المنطقة تظهر أن شيئا لم يحدث لها، ولم تتعرض حتى لصوت صاروخ حوثي أو مسيرة انتحارية.
كان البيان الحوثي ضد ايزنهاور شديد اللهجة، لكنه أكذوبة في الواقع، إنه بيان أسود يندرج ضمن الحملة الإعلامية التي تروج لأكاذيب وتحاول أن تخطف الأنظار وتسلب التفكير من البسطاء بأن انتصارات تحدث بين الفينة والأخرى، إنها كذبة عنيفة لم يصدقها الأشخاص الذين لهم خبرة ومعرفة بأساليب الحوثي المخادعة وحرب إعلامية ونفسية، ولكنها انطلت على البسطاء وصدقوا ذلك.. والآن مشدوهين إلى ايزنهاور وهي تشق عباب البحر الأحمر.
بعد فضيحة استهداف ايزنهاور، سارع الحوثي إلى إعلان مبادرات فتح الطريق، وكثف من حملاته الإعلامية، وأعقبها بأحداث مؤلمة تحت عنوان الجاسوسية، وكل ذلك يوضح أن القيادات الحوثية تعيش حالة من التخبط وفقدان الاتزان في الرأي والنظرة إلى الواقع، لقد أحدثت قرارات البنك هزة عنيفة، حاولوا أن يغطوها بإشغال الناس في أمور غير حقيقية على سبيل المثال استهداف ايزنهاور.
أرفقت وسائل إعلام الحوثي صورا مفبركة تظهر آثار قصف حاملة الطائرات الأمريكية، وهذه الصور تم دبلجتها عبر برامج المونتاج، عمّقت من شكوك الاضطراب الذي تعيشه هذه الجماعة في هذه الأوقات، الذي بدأت الحرب على غزة أيضاً تظهر نوع من التراجع والتهدئة وربما وقفها نهائياً، وتريد هذه الجماعة أن تبحث عن أكثر الأمور تصرف الناس عن مآلات التطورات التي تجري وربما لفقدان المبررات التي تتكئ عليها الجماعة لصرف الناس عن حقوقهم ومشاكلهم التي انتجتها الحرب وإسقاط الدولة والمجتمع.
فتح الطرقات ليست مبادرة حوثية، ولا يمكن أن يخضع الحوثي لمعاناة الناس، ولا يمكن أن يفتح طريقاً دون أن يخطط للفوائد منها سواءً عسكرياً أو إعلامياً أو مالياً، وإلا لكان استجاب للكثير من المبادرات التي قدمتها الأطراف الوطنية لفتح كل الطرقات، وكان متعنتا ورافضاً، واليوم لا يمكن أن يقدم الحوثي على فتح الطريق إلا هروباً من واقع أو احتمالات تهز كيانه في الوقت القريب، أو لتمييع قضايا أخرى لا يريد للناس الانتباه لها، أو أنه يهيئ نفسه لعمل عسكري في مأرب أو تعز أو الساحل الغربي.
الطريق إلى صنعاء سيفتح كل الطرق المغلقة، سيعيد الدولة والجمهورية والمستقبل للأجيال القادمة، سيعيد اليمن أرضاً وإنساناً، سيعيد الحياة إلى كل بيت وقرية ومنطقة، دون الطريق إلى صنعاء ستكون كل الطرق مغلقة وإن اعتقد البعض بفتحها.