بين أغسطس 2015 ويونيو 2024 تمتد رحلة طويلة من الحصار والظلم والمعاناة التي تعجز الجبال عن تحملها، وتحملها أبناء تعز. عشت لأكثر من نصف فترة المعاناة هذه داخل مدينة تعز، وكنت شاهداً على هذه المرحلة القاسية التي لا يمكن للنسيان أن يطويها، وستبقى محفورة في الذاكرة الجمعية لتعز والناس.
إنها مرحلة الحرب والدمار والخراب والنزوح والتشرد والجوع والمرض والانتهاكات الجسيمة والمعاناة الممتدة حتى سدرة المنتهى.
اليوم تفتح طريق جولة القصر لتسجل بدء فتح جزئي لكسر الحصار، وفتح ثغرة لتدب الحياة وينساب الناس من والى المدينة التي عانت لسنوات طويلة أيضاً ويلات الفوضى وانعدام الأمن.
فتح الطريق حق إنساني ولا يجب أن يكون مدعاة لتقديم الشكر والعرفان لأحد. لا شكر ولا منة لأحد في هذا الحدث سوى لأبناء تعز الذين تحملوا كل هذا العذاب وعانوا الويلات، مع التقدير لكل من سعى نحو فتح الطرقات.
الفرحة العارمة على وجوه الناس وهم يتكدسون اليوم في المعبر الجديد بين المدينة والحوبان دليل على حجم المعاناة التي كابدوها والتوق للخلاص في رحلة انتزاع حقهم الإنساني..
إنها يا عالم مناسبة للتذكير بقصة مدينة معجونة بالمعاناة والصبر اللامحدود.
من صفحة الكاتب على إكس