كل الرسالات السماوية جاءت لمحاربة الباطل وإقامة الحق، وهذا هو جوهر الدين الإسلامي بما هو دين كل الأنبياء والرسل. وأعتقد أنه إذا فهمنا ما هو الحق فهما واعيا وحقيقيا، وفهمنا ما هو الباطل فهما واعيا وحقيقيا، فإنه بإمكاننا إنتاج الأدوات والشروط للعمل لخدمة هذا الهدف الذي سيقود إلى نشر الخير والعدل والمساواة والسلام في مجتمعاتنا العربية والإسلامية وغيرها..
لكن للأسف التبس على النخب والقادة العرب وحتى الشعوب الأمر، وصارت غير قادرة على التفريق بين الحق والباطل، بسبب الغفلة والتعصب المقيت والخاطيء، وبسبب الغزو الفكري الخارجي الهدام..
صحيح لم يتمكن العرب من تطبيق الأيديولوجيات والمشاريع المعلبة الآتية من الخارج وضمان ديمومتها، لأنهم كانوا يجهلون واقعهم الحقيقي وكيفية التعامل معه بسلبياته وإيجابياته وتحدياته وفرصه المتاحة.. لذلك تعثروا. فضلا عن كونهم اهتموا بالنظري فقط الآتي من الخارج، وتجاهلوا العملي والديناميكي الذي ينتجه الواقع الموضوعي وحركة المجتمع المستمرة..
ونفس الشي حدث مع الإسلاميين.. الاهتمام بالنص والقشور دون دراسة أعمق للواقع المتغير الذي ينتج باستمرار أدواته وشروطه وأساليبه في العيش والحياة والتطور، لذلك حدث التصادم واختلت المعادلة، وأصبح الإسلام مجرد صوت أو خطبة الجمعة في أحسن الأحوال، لكن في الواقع لم يطبق شيء من قيم الإسلام كالعدالة والمساواة والبناء والحرية وغيرها.. وهي القيم التي يصبح الإسلام بها منهج حياة ودستورا لإدارة وتنظيم شؤون الناس وتحقيق تطلعاتهم المشروعة في الحياة الكريمة والنمو والازدهار..
من صفحة الكاتب على فيسبوك