في خطابه الأخير بمناسبة السنة الهجرية الجديدة الذي استمر ساعة وثماني وعشرين دقيقة وكعادته في الإسهاب غير الواعي والمحاط بالكثير من التزييف والكذب حول الحقائق والوقائع، تحدث عن مواضيع متعددة منها ما يخص استهداف مؤسسات الدولة واستكمال حوثنتها وتصفية كوادرها ومنتسبيها، وكذلك الإسهاب الممل في موضوع العدو الذي يختلقه ويبحث عنه ولو وهمياً ليستخدمه كغطاء يمارس تحته كل أنواع التنكيل بالمجتمع بحجة المواجهة واستمرارها حتى يوم القيامة، كما ذكر ذلك في أحد خطاباته السابقة.
الجديد في خطابه الأخير هو حديثه عن الهروب المستمر لحاملة الطائرات الأمريكية، بل وأن قواته كانت دؤوبة في البحث عنها لاستهدافها، وأضاف إن هذا النوع من حاملات الطائرات أصبحت سلاحاً قديماً أمام ما تمتلكه جماعته من سلاح أذهل العالم. وأشار إلى أن الغرب نفسه يتحدث عن ذهوله من السلاح المتطور لجماعته وأن الغرب سوف يقوم بتدريس هذا الأسلوب من المواجهة التي تستخدمها جماعته، يتحدث وكأن العالم في عزلة لا يتابع ولا يعرف الحقيقة وهو وحده من يعيش في فضاء حر غير منعزل في هذا العالم.
الصين لها دور من الضعف الكبير أمام حاملة الطائرات الأمريكية في خطاب الحوثي، لقد وضع الصين هذا العملاق الكبير كقزم أمام حاملة الطائرات، كيف يضع عبد الملك الحوثي الصين في موضع الضعف كهذا، ترتعد فرائصها إذا ما سمعت عن قدوم حاملات الطائرات، وتحسب ألف حساب لها، وكأنها دولة لا تمتلك أسلحة نووية ولا جيشا منظما ولا قوة عسكرية أو اقتصادية، وكأنها دولة تشبه سلطته في الشمال، حيث تتظاهر بالقوة والحقيقة أنها ضعيفة لا تمتلك مقومات الدفاع أمام أسلحة أكثر فتكاً في العالم.
ربما أن الحوثي لا يدرك الوضع في الصين ولا حقيقة الصين كقوة عالمية صاعدة اقتصادياً وعسكرياً، وهذا صحيح، وإلا لما تجرأ بالكذب في ملفات أخرى واستعراض زائف لقوة زائفة أراد أن يظهر بها أمام الناس ليوهمهم بوجود القوة وأن الغرب يبحث بجدية عن تدريس القدرات الخارقة التي ليس لها مثيل في العالم.
العالم المتقدم صناعياً وخاصة في صناعة الأسلحة الفتاكة تبحث عن مصانع الحوثي وخبرائه في صناعة الأسلحة لينهلوا من علمهم وخبرتهم في هذه الصناعة الجديدة التي لا يمكن ردعها، هذا الوهم والفقر العملي الذي يعيشه عبدالملك الحوثي هو نتيجة طبيعية للانغلاق والانعزال عن العالم وعن الصورة الحقيقية للعالم.
كم هي الصين ومعها روسيا وكل العالم ضئيل أمام السلاح الفتاك لجماعة الحوثي، وحده الحوثي في هذا العالم قوي يمتلك القوة الكافية لإنهاء وإزالة أمريكا من الوجود.. نعم هكذا يعتقد. في نفس الوقت الذي فيه لم يتمكن من إزالة أكوام القمامة من شوارع صنعاء بدون أن تتدخل المنظمات الدولية لدعم رفع تلك القمامة.