نجوى اسماعيل

نجوى اسماعيل

بلادي.. بعيون مواطنة

Wednesday 13 June 2018 الساعة 11:02 pm

*هذه ليست صنعاء التي عرفناها قبيل ليالي العيد وبخواتيم رمضان المبارك، شوارعها بلا ملامح لذلك الزحام بالجولات وبالشوارع الرئيسيّة ومن المتسوقين والمتسوقات، محلاتها وأسواقها وبسطاتها تظل تنتظر ماتعودته كل عام بلا أمل.

المواطنون متجهمون، وكل ما تسمعه أو تلاحظه يظهر كم هم مرهقون وكم هي أوضاعهم تعيسة جدا، عدد قليل جدا هو من يتسوق ويبحث عن المتاح بأقل القليل. 
والزحام الحقيقي والأوحد هو فقط زحام المتسولين والمتسولات والذين أعدادهم تتزايد بالأضعاف كل يوم عن الذي قبله.. والذين لا نجد لأنفسنا مفراً من أمامهم وتصيبنا الحيرة لمن سنهب ومع من سنتعاطف وحالنا أيضا يستحق التعاطف ! 
أم أيهم بلحظة سقطت دموعها وهي تحدث من تجلس جوارها عن عجزها في توفير كسوة العيد لولدها اليتيم. لترد عليها الأخرى وبكل بلادة حزينة: وأنا أيش أقل هذا وانت ولد واحد وانا آذي هم خمسة اين أسير ولا أجي، يعلم الله ايش بلبسهم يوم العيد ولا ايش شعشيهم الليلة.

* ذمار أيضا أسواقها لم تعرف الازدحام كما تعودت، والجميع يتحدث نوفر لقمة العيش وبعدا ندور عن الكسوة. 
سألت عن العامل الذي كان يأتي لعمل الإصلاحات الخاصة بالبناء وعن صاحب بسطة الخضار وأشخاص آخرين، زميلة طبيبة، وصيدلي... ويأتي الرد، كلهم ذهبوا لمأرب، تقطعت بهم السبل هنا فذهبوا بحثا عن الأرض الواسعة.

*خلال الذهاب لمحافظة ذمار من صنعاء كان هناك الكثير من محطات البترول الجديدة، محطات متكاملة مثلاً: فقط من بعد حزيز إلى نقيل يسلح عشر محطات وتسمع التعليقات من متى هذه المحطات وجدت وتنمقت بهذا الشكل؟! ليأتي الرد هذه المحطات هي ملك للمشرفين الحوثيين من القبائل كانت أسواق سوداء واليوم هي محطات بهذا الحجم. 
بنقطة نقيل يسلح فقط ادفع ٥٠٠ ريال للعسكر الموجودين ولن يقوموا بأي عمليات تفتيش او تحقيقات، وإذا لم تدفع فسيتم عرقلة مرور أي باص أو سيارة وإثارة المشاكل معاها.. 
كل العسكر الموجودين بالنقاط كانوا أقل من ١٥ سنة باستثناء نقطة نقيل يسلح. 
هذه هي ملامح لأيام ما قبل عيد الفطر.. ملامح لم تعد تشبهنا أو نشبهها.