يستمر الحوثيون في محو كل نقاط الالتقاء مع مجتمعاتهم والمواطنين القابعين في المناطق التي سيطروا عليها بقوة السلاح.
لم تعلمهم أبداً دروس الخسارة والهزيمة في عدن وتعز والساحل الغربي وغيرها، وكيف لفظتهم مجتمعات تلك المناطق واعتزلتهم، وابتهلوا احتفالاً بطردهم، ولا يَرَوْن أنفسهم كمذنبين رئيسيين في هذه الحال التي وصل إليها كل اليمنيين.
يكذبون كما يتنفسون، ويفجرون في الخصومة، ويتحدثون عن التعايش.. ويتحدثون عن الاحتلال والمحتل وهم كانوا مفتاح كل الاحتلالات، وبمثابة المعول الذي هدم الجدار وأنهى ما كان متبقيا لنا من دولة.
أتساءل كيف يرى الحوثيون أنفسهم جزءاً من النسيج الاجتماعي في اليمن، وهم يَرَوْن ما عداهم مرتزقة مرجفين عملاء!
ألا يدركون مقدار الأحقاد والضغائن التي فجروها تجاههم وكل من يواليهم؟
ألا يعتبرون ممن قد سبقهم، ويفكرون قليلا بما قد يجنيه أبناؤهم ونساؤهم وأسرهم في حال زوال حكمهم وسقوطهم؟
لا يمر يوم أو حتى ساعة بدون أن نسمع دعوات المظلومين المقموعين: يا الله أزلهم.. يارب اقتص لنا منهم.. يارب وكلنا أمرهم اليك؟
قالتها اليوم العجوز المسنة، إنهم لا يعتبرون ولكن الأيام دول.. إنه مستنقع قذر عميق وكل يوم يزيدون فيه غرقاً..
