مهدي العمراني

مهدي العمراني

تابعنى على

دليل الحيران في دوران مواقف توكل كرمان!

Thursday 08 November 2018 الساعة 04:25 pm

في حوار لها مع صحيفة "الرياض"، مطلع أبريل عام 2015م، قالت الناشطة السياسية والحقوقية اليمنية توكل كرمان، إنها تخوض معاركها في الشأن السياسي والحقوقي داخلياً وخارجياً من موقعها كناشطة حقوقية وثائرة سلمية وحائزة على جائزة نوبل للسلام، وفي كل مواقفها تدور مع المبادئ حيث دارت، وتقف على مسافة متساوية من الجميع، لكن الحقيقة عكس ذلك تماما، فتتبع بسيط لأقرب مواقف توكل يكشف أنها تتحول وتدور بزاوية 180 درجة ليس مع المبادئ كما تقول، ولكنه دوران مع مواقف ومصالح ورغبات قطر.

فعلى سبيل المثال، وفي ذات الحوار الصحفي، كان تشكيل تحالف عربي ضد الانقلاب في اليمن، وبدء عمليات (عاصفة الحزم) العسكرية يوم انطلاقها في مارس 2015م بمشاركة قطر، كان ذلك في قاموس توكل ضرورة عربية لإنقاذ اليمن من أيادي العبث الإيرانية، وواجبا عربيا وقوميا لمواجهة الاخطار والاطماع الايرانية في المنطقة.. وبخروج قطر من هذا التحالف، أصبحت عمليات تحرير المحافظات اليمنية من الايادي الايرانية العابثة، أصبحت حسب جديد تحولات توكل "امتدادا لهوس السيطرة والاستحواذ واحتلال اليمن"!

ما حدث في عدن بالأمس بمشاركة قطر كان في مبادئ توكل تحريرا واستعادة للدولة وعلى قاعدة المرجعيات الثلاث، وما يحدث في الحديدة اليوم بعدم وجود قطر، تقول توكل انه "ليس تحريرا ولا استعادة للدولة ولا علاقة له بالمرجعيات الثلاث"..! مع أن ما يحدث في الحديدة يعد نسخة ثانية من ذات الحدث وبذات الآلية التي حدثت في عدن، وحتى المرجعيات الثلاث حق تحرير عدن بالأمس يا توكل، قدهن مغبرات من التعب في سواحل الحديدة..!

انتقدت توكل معارضي "عاصفة الحزم" وغارات طيرانها أيام مشاركة قطر قبل نحو 4 سنوات، بما فيها من عمليات خاطئة استهدفت مدنيين وأبرياء واعيانا مدنية، وذهبت مواقف توكل حينها إلى التجرد من ابسط القيم الإنسانية والقانونية والحقوقية، مبررة حينا ومتشفية حينا آخر، ومنذ إخراج قطر من تحالف عاصفة الحزم تحولت مواقف توكل تدريجيا وصولا إلى تجديد إدانتها لما باتت تصفها "الحرب الهمجية على اليمن"، داعية "مجلس الأمن لسرعة إصدار قرار بإيقافها الفوري وحماية شعبنا مما يتعرض له من تقويض وتدمير ممنهج"..!

ولتبديد حيرة المتابع لتحولات مواقف توكل، نتذكر حينما كانت شحنات المسدسات التركية (البسكويتية) تصل اليمن تباعا منذ العام 2012، وحينما كان إخوان توكل على رأس السلطة، كانت توكل تغمض عينيها عن مخطط اغراق اليمن في مستنقع الاغتيالات وجرائم الارهاب، وحينما كان الطيران الحربي القطري المشارك في عمليات عاصفة الحزم، يلقي شحنات الاسلحة المتنوعة على مقاتلي إخوان توكل في تعز ومأرب، كانت توكل "تسوي نفسها ميتة"، وتفعل كل ذلك انطلاقا من موقعها "كناشطة حقوقية وثائرة سلمية وحائزة على جائزة نوبل للسلام، في كل مواقفي أدور مع المبادئ حيث دارت". حسب تعبيرها (صحيفة الرياض العدد 17087، الاثنين 17جمادى الآخرة 1436 هـ - 6 أبريل 2015م )..!

في مبادئ توكل التي تدور معها حيث دارت، إجمالا فإن "التحالف" العسكري الذي سيمكنها وتجار حزبها من الاستثمار في جسد التحالف وتنمية الارصدة، "التحالف" الذي يجعل من توكل وحزبها اصحاب "الشرعية" الوحيدين، ويجعل منهم المتضررين الوحيدين من الانقلاب، ويجعل منهم "النازحين" الوحيدين، ويجعل منهم الموزعين الوحيدين للاغاثات، ويجعل منهم "المرشد العام" لغارات طيرانه، هو باختصار تحالف خير وبركة، و"بينئط عسل"، وما دون ذلك فهو "تحالف غادر ذهب بعيدا في إبادة الشعب وتدمير الجغرافيا"!