أمين الوائلي

أمين الوائلي

تابعنى على

كلام مؤتمريين | حديث خاص في شأن عام!

Monday 12 November 2018 الساعة 10:10 am

جمهور عريض يتطلع لقناة اليمن اليوم، لها جمهورها ولم تخسره أبداً، رغم كل شيء مرت به والتنظيم. وهي تكافح لاستحقاق الدور والواجبات أمام جمهور كبير، واستطاعت حتى الآن أن تملأ حيزها الخاص كـ قناة المؤتمر.

(وسأحتاج إلى هذا كمدخل لحديث أهم وعلى صلة بعد قليل).

و نَعَم؛ المؤتمر هو المؤتمر. وهو وإن خسر إمكانات وأصول إعلامه، لم يخسر إعلامُه جمهورَه المتطلع ولا واجباته الشاغرة.

ولم يخسر إعلامييه، وهم العنصر الأهم في معادلة المادي والبشري للتشغيل. ويديرون عملاً جيداً ومثابراً في القناة وفي ردائفها في المنصات الأخرى. يستطيعون أكثر، نعم. لكن الظروف وحسابات كثيرة لها فعلها.

من اللافت أن اليمن اليوم، القناة، وهي تشغل مترسها الخاص في جبهة إعلام الشعبي العام، تستطيع ذلك مع إكساب عملها طابعاً وطنياً -فوق حزبي- تجاوباً مع طبيعة المرحلة والظروف التي تتقدم خلالها الحاجة إلى وطن وبلاد أولاً وبإلحاح الضرورة. وهي هنا تستحق التنويه والإشادة. مثلما استحقت وتستحق التنبيه والنقد في مواضع وأماكن ومناسبات أخرى.

ولي غاية ثانية من هذا الحديث وفي هذا التوقيت، وهو وقته ولا يمكن تأجيله؛ من زاويتي الشخصية والخاصة، كما أعني جماعياً بالصفة المؤتمرية خاصة، يجب التشارك في إثارته وإثراء مادته توصلاً إلى النتيجة المرجوّة.

إذا لم يخسر إعلام المؤتمر جمهوره ولا واجباته تجاه هذا الجمهور، فإنه وبالأولى لم يخسر المؤتمر المؤتمريين، القاعدة والجمهور والأعضاء والأنصار. هؤلاء في الحقيقة يشكلون المؤتمر ورأسماله الفعلي. وهم شعب كبير قد لا يقدر كبره وقدرته قياداته أكثر من غيرهم وقبل غيرهم.

ولا خسر المؤتمر الحاجة إليه -وطنياً- ولن يخسرها ما لم يفرط هو بها. وهو؛ تعني (في هذه المرة فقط) هم، صف الفاعلين التقليديين قيادات ورموزاً.

ومن واجب قياداته؛ كل باسمه وصفته، أن يتحروا واجبات واستحقاقات لحظة وطنية فارقة ومصيرية، وأن يتعاطوا مع الاستحقاقات الماثلة من موقع الكبار المرحليين لا الأمسيين، وأن يأخذوا في المنظور ما سيأتي وليس ما فات، وأن يكلفوا أنفسهم، كقيادات تاريخية، مسئولية التفكير بعقلية الشباب والأجيال الجديدة إلى جانب خبراتهم وتفكيرهم كمجربين، والأكبر سناً وخبرة واجبة الاحترام لا شك.

مع الاعتراف، الذي لا ينبغي أن يفسد لود قضية، بأنها أيضاً قد تكون الأكبر تصلباً وعناداً وتباعداً عن جيل (بل أجيال) جديد يكن لها الاحترام وتتوجس في نفسها مخافة أن لا يعرف لها قدرها، ما يوقعها في محذور أن لا تعرف لهؤلاء أو تعترف بقدر وبقدرة لديهم. وأشياء من هذا القبيل!

ينبغي أن تملأ فراغات كثيرة تخلفها موقفياً وظرفياً. 
ومن مسؤوليتها دون غيرها؛ أن تسأل نفسها، ما إذا كانت تقول إنها أفنت تاريخها في إدارة حزب لا ينتج قادة ولا يستحق أن تتعاطى مع كوادره والفاعلين الأجد من منظور التجايل الإيجابي؟؟

اللوم عليها يقع وجوباً في هذه الحالة. وإن كانت كذلك فيما مضى فكيف فيما سيأتي؟؟

والحال أن حال المؤتمر أفضل من هذا بكثير. 
ونسامح قياداته على كل حال فيما قد كان.
ولا ينبغي أن نتسامح أبداً فيما سيكون. 
لم نعد نصلح كمالة عدد. 
ولا نصلح كائنات تحترف الصمت وتحترق بصمت. 
يكفي يا صهيل انكتاماً.

الإيجاز مهم. والحديث أهم (وسأوجز)، فليس هناك من يستمع فتحدثه أو يستمعون فتتحدث إليهم. لا نعرف أحداً بات يعرفنا أو يود أن يعرف عنا ومنا شيئاً. لكننا نعرف من نحن ونعرف أن نكتب ونتحدث إلى أنفسنا على الأقل. نعرف أن علي عبدالله صالح كان يعرفنا ويصغي جيداً. خسرناه نحن لا أنتم. يرحمه الله.

علينا أن نتأكد من جهوزية القيادات المؤتمرية، العتيدة المديدة، إلى ملاقاة واجبات وجدول أعمال مرحلة تطرق الأبواب فيما هم منصرفون عنها وعن مسؤولياتهم حيالها وتجاه (المؤتمر والمؤتمريين) .

وأشدد على هذه الأخيرة، فالمؤتمر في النهاية هو المؤتمريون. وهؤلاء يملأون أماكنهم باستمرار ويراقبون قياداتهم وما إذا كانت ستفعل وتملأ واجباتها منحازة للمؤتمريين ولشعبية الشعبي العام.

فارق كبير؛ بين قيادات وازنة ومسؤولة، وناشطين أو مغردين. 
المؤتمر والمؤتمريون يحملون أثقالاً من التعب والوجع والمرارات؛ يمضغون حجارتها ويمضون صابرين متجلدين، على عهد من مضى واقفاً حتى اللحظة الأخيرة وقابل المصير بكبرياء يمني يعرف كيف يكون كبيراً وكيف يستصغر الكبائر وهي كبار.

قليل من الاحترام لتعب ووفاء ومعاناة الناس كان كافياً لإعفاء الناس من المُصاب بكم أيضاً وتجرُّع مرارة انصرافكم عن عظائم الهموم إلى صغائر الاهتمامات والانفعالات.

بخلفية وودية ما سبق، لا أملك حيلة لتأجيل حاجة خاصة عندي تلح عليَّ، ولو همساً:

المؤتمر حزب وليس لجنة فنية أو مهنية.

وقواعده تتطلع إلى قياداته؛ بالاسم والصفة وبالأصالة عن أنفسهم، لا بإنابة أحد أو مسمى أو صيغة إعلامية تمرر فقط لغرض إسقاط واجب شكلي. وهو لم ولن يسقط لا شكلياً ولا صورياً.

هل خطر لكم كم تسيئون إلى ملايين المؤتمريين، قيادات وقواعد وأعضاء وأنصاراً، عندما تشتغلون مع أنفسكم جلادين وقاذفي حجارة باتجاه هؤلاء جميعاً في الداخل؟ وكأنكم على خصومة باتة معهم أو كل همّكم التنكيل النفسي والمعنوي بقيادات الحزب وقيادته في صنعاء. ما هذه الاستراتيجية الغريبة يا عقلاء؟ من كان ليصدق أن هذا سيحدث معكم ومنكم؟ (كيف أوصل فكرة أنني مش قادر حتى أفكر بأن فكرة كهذه كانت لتخطر على بال مفكر؟).

تحت أي اعتبار تتذرّعون به لستم مُحقين. 
حاولوا التخلي عن الفكرة الخاصة والتعصُّب لها. 
تنعمون، من سنوات، بأمن ورفاهية الإقامة خارج البلاد، بعيداً عن كل ما قاسته البلاد وأهلها انطلاقاً من صنعاء. وإلى اليوم نستخلصكم والبلاد موقفاً علنياً من أحداث عظام ومعارك شغلت الدنيا والناس، ولا تنطقون حتى همساً!!
ثم أنتم تلزمون من هم في قلب صنعاء وجحيم التسلُّط والقمع والقتل الحوثي بموقف من الحوثيين؟! أنصفوا الناس منكم ومن أنفسكم.
لهم ألف عذر. لكن أنتم ما هو عذركم؟؟ 
ولووو... الكيِّس من دان نفسه.

من حقكم أن تسمعوا وتستمعوا قليلاً إلى ما يشغل الناس حقيقة.
والناس يسألون ويستفسرون، ولعلكم تسمعون وتتابعون ولكن لا تهتمون بالناس وأفكارهم على ما يبدو. حتى لا أقول أنكم لا تحترمونها.

من البديهيات؛ أن الناس على اتفاق مسبق حول حقيقة أن، الجماهير الحيّة ولَّادةٌ. 
وهكذا هي الأحزاب والكيانات الجماهيرية الحيّة، ولَّادة. 
ولا أحد بوارد التخلي عن حقه في مؤتمر.. ومؤتمر شعبي.. وشعبي عام. 
وهذا حيوي جداً لمصلحة أيام اليمنيين التالية وتتبع في الحال.

والعبرة بالخواتيم يا كبار. فانظروا ما أنتم فاعلون. المؤتمريون ينظرون وينتظرون.