فتحي الباشا

فتحي الباشا

تابعنى على

الحديدة.. مساعٍ حوثية لشرعنة المليشيات

Tuesday 25 December 2018 الساعة 03:08 pm

تلكؤ الحوثي في تنفيذ التزاماته في اتفاق السويد بالانسحاب من ميناء ومدينة الحديدة، ومحاولات الالتفاف على الاتفاق عبر التفسير الخاص لبنوده ومساعيه "أمننة" مليشياته و"شرعنة" لجانه الثورية في المدينة.. يضع ألف علامة استفهام حول استعداد المليشيا لتوقيع اتفاق شامل للحل السياسي مع ما يعنيه ذلك من تسليم لمؤسسات الدولة والسلاح الثقيل وانسحاب من العاصمة صنعاء.

فمن يتلكأ في تنفيذ اتفاق للنجاة بنفسه والانسحاب بماء الوجه من مدينة الحديدة وحبل المشنقة ملفوف حول رقبته وعشرات الآلاف من رجال الرجال ضاغطون على الزناد في كل مداخل المدينة وعلى بعد 4 كيلو مترات من مينائها.. ما الذي قد يدفعه لتسليم صنعاء سلاما بسلام؟ وما زال لديه متنفس وهامش كبير للمناورة.

خلال أربع سنوات من شلال الدم والدمار لم تقدم المليشيا الحوثية أي خطوة نحو السلام.

واليوم سيفعلها الحوثي ليس من أجل حقن دماء اليمنيين، ولا من أجل وقف معاناة الناس وأوجاعهم، بل تحت ضغط القوة العسكرية الضاربة المرابطة على بعد كيلو مترات من ميناء الحديدة.

الحوثي حتى وهو يخطو "مجبراً" هذه الخطوة نحو وقف الحرب في الحديدة وتسليمها المدينة والميناء للحكومة الشرعية وأبناء تهامه مع الحفاظ على مصالحه فيهما،
لم يقدم ما يمكن وصفه بالتنازل والانسحاب "دون حرب" لطرف يمني.. بل ناور في السويد لتلغيم الاتفاق عبر إقحام الأمم المتحدة في ترتيبات إعادة الانتشار ومرحلة ما بعد الانسحاب.. وكأن معركته الحقيقية تتلخص في عدم منح انتصار وفرحة كاملة لليمنيين.

وللتذكير في العام 2003 قال مؤسس المليشيا "الهالك" حسين الحوثي:
"إن هنالك أنباء تتحدث عن تحركات لبوارج أمريكية في البحر الأحمر"، وكان ذلك مسوغاً لست دورات من التمرد.. وانقلاب كامل الأركان على السلطة.

بعد 15 عاماً من عمر "المسيرة الشيطانية" لم تعد المسألة "أنباء عن تحركات" فقط، بل أتباعه سعوا لتسليم الميناء والحديدة والبحر الأحمر للأمم المتحدة، وتراجعوا خطوة إلى الوراء والمرتفعات الجبلية للاستمرار في قتل اليمنيين
تحت شعارات الموت لأمريكا، ومواجهة العدوان الخارجي
والدفاع عن سيادة وكرامة اليمنيين!

فيما يحاضر البعض عن السيادة الوطنية وحدود التدخل والدور الأممي من مقر إقامتهم في عواصم عربية ودولية.. تطحن هذه الحرب التي فجرتها مليشيا الانقلاب الحوثي الملايين من اليمنيين ممن لا يجدون منزلا يأويهم أو لقمة تسد رمقهم.

كما مزق الانقلاب الحوثي أواصر مئات آلاف من الأسر وقتل مئات الآف وترك مئات الآلاف باعاقات ذهنية وجسدية دائمة.

وإلى جانب ذلك دمر الانقلاب الحوثي حاضر ومستقبل اليمنيين.. وحول مناطق سيطرة المليشيا إلى سجن واليمن إلى مستنقع كبير.. وما لم يأت "الحسم" بفوهات بنادق اليمنيين، فليكن "الخلاص" ببيادات "الأمم المتحدين".

فاتفاق "استوكهولم" نقل اليمن من مرحلة "الانكشاف السياسي للخارج" الذي ساد بعد ثورة الربيع العبري
إلى مرحلة الوصاية الدولية المباشرة.

وما دام اليمنيون قد فشلوا في حسم معركتهم مع الانقلاب الحوثي، وما دامت الأطراف السياسية فشلت في التكتل في جبهة واحدة لمواجهة هذه المليشيا، وما دام النخب السياسية قد عجزت عن ابتكار حل سياسي للأزمة يوقف شلال الدم المتدفق منذ أربع أعوام.. فالعالم لن يقف متفرجا على أكبر مأساة إنسانية -كما توصف- على وجه المعمورة 
وبات من واجبه التدخل للحجر على الجميع وفرض تطبيق القرارات الدولية ذات الصلة بالأزمة اليمنية.

وليس من حق أحد الاعتراض أو الانتقاد أو التقدم بدروس وطنية عن السيادة بعد كل ذلك.

* جمعها نيوزيمن من بوستات الكاتب علی حسابه في (الفيس بوك)