حسين حنشي

حسين حنشي

تابعنى على

الخطر الاستراتيجي على السعودية..!

Friday 23 August 2019 الساعة 09:27 pm

يمكن لأي مراقب استنتاج الخطر الاستراتيجي على المملكة العربية السعودية من جعل استعادة الشرعية هو العنوان العريض للحرب ضد إيران ووكلائها في اليمن، والشرعية هنا تعني الشخصيات والنخب التي جعلت من نفسها شرعية بعد فوضى الربيع العربي في اليمن!

أمامنا هذه المعطيات:

1) الحرب هي ضد وكلاء لإيران يستهدفون المملكة ويريدون السيطرة على كل اليمن وبالذات استرتيجياً على المضايق وأهمها باب المندب، والتحول إلى منصة صاروخية وقاعدة عسكرية إيرانية دئمة ضد المملكة!

2) الحوثيون تحولوا إلى جماعة شعبية مستغلين الفشل العسكري الشرعي والأخطاء في القصف والحملة المذهبية في المدارس والحسينيات، وأصبحت هناك قاعدة شعبية كبيرة لهم ولم يعودوا جماعة عسكرية فوقية تنتهي بنهاية الهيكل التنظيمي!

3) الإخوان الفصيل المسيطر على الشرعية تحولت عقيدتهم العسكرية والسياسية من الحرب على وكلاء ايران، كما كان في زمن الربيع العربي بفعل الأحداث في سوريا وغيرها، إلى الحرب على المشروع العربي وفي مقدمته السعودية، بفعل تحول تحالفات رعاتهم في تركيا وقطر، وأصبحت توكل كرمان مثل عبدالملك الحوثي في عدائها للسعودية وينسحب الأمر على إخوانها!

4) افتقاد هادي وكبار رجال حكمه للقاعدة الشعبية في الشمال، مع الإشارة إلى كونهم رجالاً (انتقاليين) تنتهي مهمتهم بأي حل سياسي أو حتى تنازل عسكري حوثي!

إذاً، لنفترض أن الحوثي قبل بالحل السياسي وإعادة الشرعية وهادي ومحسن وحميد وتوكل وكل الإخوان في تركيا وقطر وتراجع إلى الخلف وسلم أسلحته (للجيش) الذي قوة الحوثي أكثر منه ثم شرع الكل في المرحلة ما بعد الانتقالية وانتخابات وهنا تنتهي فترة هادي كلياً، فما الذي ستفرزه الانتخابات؟!

ستفرز أغلبية حوثية في البرلمان وأقلية للإخوان وانعداماً للقوى الأخرى، وهنا سيعود الحوثي ليمسك بكل مقدرات الدولة من جيش واقتصاد وأمن، وبصورة شرعية مدعوماً بالإخوان وحقدهم على المملكة، وتطبق الأقاليم، ويصل الحوثي إلى باب المندب والمهرة، وينتهي مبرر تدخل أحد في العالم لمنع ذلك!!!

وهنا ستكون المملكة باتخاذ إعادة الشرعية عنوان عريض للحرب وشرط لنهايتها قد وجهت لنفسها أكبر صفعة ووقعت في أكبر خطأ استراتيجي كارثي!

ماهو الحل إذاً؟

الحل الحقيقي يكمن في:

1) أن يتخذ العنوان العريض للحرب هو أمن المملكة ودفاعها عن نفسها ضد الاعتداءات بالوكالة وتنتهي الحرب بشروط برعاية دولية يوقع عليها الحوثي تضمن بذلك أولاً من الأخطار القادمة من الشمال من وكلاء إيران وقطر وتركيا!

2) دعم قضية الجنوب وقيادته لتبقى المناطق المهمة ومنها السواحل الحنوبية وباب المندب بعيداً عن سيطرة إيران، وتضمن المملكة عدم وقوع كل الشمال والجنوب تحت سيطرة وكلاء إيران وقطر وتركيا!

*من صفحة الكاتب على (الفيس بوك)