أمين الوائلي

أمين الوائلي

تابعنى على

خدعوك فقالوا "الجيش الإليكتروني"

Tuesday 24 September 2019 الساعة 10:37 am

مواقع التواصل الاجتماعي استقطبت إليها، مؤخراً، أعداداً متزايدة من الجنود والضباط في الجبهات التي تم تفريغها أو إفراغها من وظيفتها وإحالة المقاتلين إلى تقاعد ميداني إجباري.

لا تُسرق المعركة والجبهات لوحدها. بل تتم سرقة المعنويات والمقاتلين بهذه الطريقة الجهنمية وتُترك للحوثيين وحدهم ساحات وميادين وفعاليات التعبئة والتحشيد والتجنيد وتخصيب المقاتلين العقائديين في جهد متواصل لا يتوقف.

هؤلاء معفيون من أي التزام بأي تعهد أو اتفاق أو هدنة وتهدئة، ولديهم مشروعهم الخاص والمُعلَن في وجه العالم ويمضون في تنفيذه بعلنية كاملة. يفاوضون ويوقِّعون ولكنهم لا ينفذون ولا يتراجعون ويضاعفون جهودهم تجنيداً وتعبئة وتحشيداً وتصعيداً وحرباً.

بعكس جبهات الآخرين؛ وقد كانت جبهة واحدة لشرعية ضد انقلاب. ولكن مضت فيها سنة الهيكلة والفكفكة والتمزيق والاستعداء فصارت جبهات.

وهي إما مُعطَّلة بالعادة والتقادم. وإما مُجبَرة على تعطيل نفسها وإلجام المقاتلين وبنادقهم تحت طائلة أوامر عليا وإرادة سياسية تروِّع الناس والمقاتلين والمقتولين وتتوعدهم بصوت وسوط "الشرعية"، التي تحولت إلى عصا مُسْلطة فوق رؤوس جميع من يقفون في وجه ومواجهة الانقلابيين الحوثيين.

تسحَّب رفاق المتاريس تباعاً إلى منصات إليكترونية ملوثة بالمعارك الرخيصة والصراعات التافهة والشتائم والسباب والأحقاد... وبالنخب الخؤونة.

ليس ما يحدث حالة طبيعية ولا يحدث تلقائياً. الحملات التي أعادت وتعيد تعريف المشكلة اليمنية والصراع وفرز الأطراف والتموضعات ونصب المعارك وتجييش حملات وغارات الهاشتاغات وخدام الترند.

هذا لا يحدث فقط لأنه يحدث، حيث كتائب (المرتزقة) أطلقتهم غرف المخابرات ومطابخ الفوضى في طفرتها الجديدة المفعَّلة بصورة خاصة على الحالة اليمنية كجبهات حرب بديلة تتواطأ جميعها ضد الجبهات وضد كتائب الجبهات وضد المعركة الأم والأهم وقد توزع دمها بين المطابخ والخلايا الوسخة.

يموت ويُقتل الناس، الأطفال والنساء، في التحيتا وحيس وتعز، بينما أدعياء الشرعية بمختلف مطابخهم، جميعهم باتوا يتنازعون أحقية الزعيق والاستعراض باسم الشرعية، يواصلون التهريج والنفاق والكذب واستعراض ذوات مريضة وفارغة من أي رسالة، في عرض مسرحي يومي لا آخر له.

وهذه هي الشرعية والمعركة والجبهات التي انتهت إليها كل معركة وجبهات استعادة الشرعية والجمهورية.

هكذا سُرق ويُسرق كل شيء له علاقة بالمشروع والغاية والهدف والشرف الوطني المقترن بجبهات الشرف العسكري المغدور والحرب المباعة المضاعة في صفقات الغرف المغلقة.

هي صرخة مبحوحة ونازفة لحماية المقاتلين من التورط أكثر في هذه العوالم الخادعة والجبهات الافتراضية الزائفة والمعارك النخبوية الوسخة والاستنزافية تماماً للمعنويات.

مشاكلنا في الواقع وعلى الأرض. ولن تحلها أبداً هذه المشاكل والعاهات النخبوية في الواقع الافتراضي. الجيش الإليكتروني، الذي يقال، لا يحرِّر أرضاً ولا يستعيد بلاداً ولا يعيد دولة.

قناعة وموقف من الخديعة الناعمة التي تطوق الرقاب والعقول وتسرق اليمنيين من أنفسهم ومن واقعهم ومن ملايين الكادحين المتعبين الذين لم يعد كل هؤلاء الافتراضيون ينتمون إلى تعبهم وعرقهم ودموعهم..

يخدعونك ويقولون "كتائب وجيش إليكتروني يمني".

الأوغاد الذين استباحوا وأباحوا الكتائب والجيش المقاتل، يوهموننا بجيوش من فراغ في جبهات العدم.