محمد عبدالرحمن

محمد عبدالرحمن

"حراس الجمهورية" خُبز رمال الساحل ورجال العودة نحو الشمال

Monday 14 October 2019 الساعة 02:32 pm

في الساحل الغربي بين ذلك البحر والكثبان الرملية نشأت قوات المقاومة الوطنية "حراس الجمهورية" واصطف الرجال القادمون من كل البلاد ليشكلوا لُحمة وطنية أخذت على عاتقها تخليص اليمنيين من الجماعة الحوثية الإرهابية وسحق كل الرذائل التي تحملها فكراً وثقافةً والتي من خلالها تحاول أن تُطعّم العقل المجتمعي للخضوع والعبودية بشكلها السلالي والعنصري.

لم يعد هناك شيء يخيف الحوثي مثلما تخيفه قوات حراس الجمهورية وصحوة المجتمع، كل يوم تتعاظم هذه القوات ويزداد عددها وعدتها، تستقبل مئات المقاتلين القادمين من مناطق الشمال وتفلت من قبضة الحوثي الأمنية وتلتحق بالقوات الوطنية عند الساحل.

من باب الحرب النفسية فشل الحوثيون إخفاء تخوفهم من هذه القوات المتعاظمة، وخاصة بعد أن خبِروا القتال معها في معركة تحرير الحديدة ونالوا منها مقتلةً عظيمة، جعلتهم يستنجدون ببريطانيا وأمريكا لوقف المعركة تحت مظلة الأمم المتحدة مقابل بيعهم الموانئ والخضوع لإملاءاتهم.

وفي إطار المعركة الإعلامية التي يحاول الحوثيون أن يعوضوا هزيمتهم في الميدان، باختلاق القصص والروايات المنسوجة من خيالات عقيمة كاذبة لتشويه منتسبي القوات المشتركة وبالخصوص حراس الجمهورية لما تمثله هذه القوات من نواة حقيقة ووطنية في لم شمل القوات المسلحة التي قام الحوثي بتسريحها وفكفكتها، ونواة لبناء جيش وطني جديد لا يؤمن إلا باليمن.

كل الإنتاجات الإعلامية التي يصنعها الإعلام الحوثي تفشل في حرف بوصلة العِداء المجتمعي نحو القوات المشتركة، وتفشل في صُنع صورة محروقة لنضالات الرجال التي تحمي الجمهورية وتعد العُدة للعودة نحو الشمال، ومع كل هذا التحشيد الإعلامي الضخم تبقى جماعة الحوثي هي العدو الذي لن تستطيع أن تزيف العقل المجتمعي بصورة كاملة ونهائية.

اعتقد البعض"وهم بعدد الأصابع"، من الذين لا تزال تعشعش في رؤوسهم ثقافة النهب والسلب، أن فرصة الالتحاق بقوات الساحل الغربي ستفتح عليهم أبواب السلاح والمؤن والتغذية بكل سهولة، نظراً لحالة الانشغال بالمعركة ضد الحوثي، لكن هذا الاعتقاد لم يجد فرصة ليثبت صحته، وتساقط أولئك المندسون للنهب والسرقة إما بالفصل من القوات وإما بالهرب والارتماء في حضن الحوثي.

يحتفل الحوثيون "للإعلام من باب الحرب النفسية" بعودة المتساقطين من الركب الوطني "وهم بعدد الأصابع"، ويعتبرونهم مكسباً لهم، ويحاولون أن يقدموهم بالتائبين من الخطيئة مما يخلق لهم عذاباً نفسياً وتحطيماً معنوياً، وفي كل الأحوال تتهاوى كل تلك البهجة عندما يكتشفون أن الهاربين لا يمثلون قيمة حقيقية يمكن الاستفادة منها.

البناء الصحيح لأي قوات وتشكيلات عسكرية هو ضمان لنجاح المعركة، الانضباط وعدم مخالفة القوانين العامة، إيجاد الإدارة الجيدة لتسيير حالة الانضباط والربط، والتدريب الجيد الذي يُمكّن المقاتل من أداء الواجب الوطني بكل احترافية واقتدار، وإعاقة المتسلقين الذين يقدمون مصالحهم الشخصية على حساب المصلحة العامة والأهداف النبيلة، وهذا ما تقوم به قوات حراس الجمهورية وقيادتها مستفيدة من دروس الماضي.

إن القلق الحوثي والتخوف الذي يبديه هو مبرر، لما تمثله قوات حراس الجمهورية من خطر قائم يهدد كيانه وبقاء سلطته وقبضته الأمنية على رقاب الناس، ولما تحمله هذه القوات من عقيدة قتالية وطنية جامعة وشاملة لكل القيم التي يجب أن يعيش الناس في ظلها وتحت راية الجمهورية والمساواة.

اقلق يا حوثي كيفما تريد، وحشّد كل جهودك الإعلامية والعسكرية ما استطعت، فإنك لن تستمر في العبث بهذا الشعب وهذه البلاد، ولن تتمكن من قود البلاد تحت العمامة الإيرانية، ولن تجد لفكرك المتطرف والسلالي مخبأ في عقل أي مواطن لا يقبل إلا بالمساواة والعدل، احسب كل ما لديك من وقت لا بد من استئصالك، ورجال المقاومة الوطنية "حراس الجمهورية" كفيلون بقلع جذور إرهابك.