يجب أن نتوقف عن الأمنيات والخيالات التي يرسمها البعض للناس عن تحقيق نصرٍ أو تقدمٍ في أي جبهة تتولى أمرها جماعة الإخوان وهادي وعلي محسن، تبقى الخيالات والأمنيات مجرد أفكار لا تتجاوز رأس الشخص، ويبقى الواقع هو الذي نراه ونعيشه ونتمرغ فيه دون خجل منهم أو شعور بالمسؤولية.
لا يمكن لنا أن نتجاوز هزائم الشرعية الرخوة إلا إذا سلكنا طريقاً غير طريقها، واتبعنا خطوات لا تصنعها ولا تدير اتجاهاتنا، هزائم الشرعية المتوالية أهلكت المجتمع وزادته حرباً أفظع مما صنعه الحوثي، وألحقت بالبلاد، عبر خذلانها وتواطئها المستمر مع الحوثي عدو الجميع، خراباً وتشظياً وانقساماً كان بالإمكان أن لا تصل إلى مثل هذا الانهيار.
السير خلف شرعية لا تعرف مصلحة البلاد ولا الناس، لن يصل إلى نتيجة أو نقطة أمل في هذا الكم الهائل من ظلام الحرب، خمس سنوات ونحن ننتظر أن نصل أو نتجاوز مرحلة أولية يمكن لها أن تعطينا الأمل بتحربر صنعاء وإنهاء الانقلاب على الأقل وليس اجتثاث الوباء الحوثي إذا اعتبرنا ذلك سيكون أكبر كلفة عليها، لكننا للأسف نُخذل في كل معركة.
بالله عليكم.. كيف أن معركة تقودها الشرعية الرخوة والقيادات التي يجب أن تكون في الميدان رابضة في غرف فنادق الرياض وتركيا!!
الآن يجب أن يكون وعينا أكثر إدراكاً لمجريات الأحداث وخبايا قيادات الشرعية التي امتصت دماء الشعب بالشراكة الكاملة مع جماعة الحوثي، خسرنا الرهان عندما اعتقدنا أن هادي يحمل مشروعاً وطنياً وأن علي محسن قد تاب ويريد أن يصنع شيئاً لهذه البلاد يكفر عن خطاياه بحقها طيلة العقود الماضية، نوهم أنفسنا إذا بقينا نؤمن بأي إنجاز يحققونه لنا، ولو حتى خطاب متلفز يكون بنوايا سليمة.
دعونا نذهب بتفكير صادق وحقيقي وواقعي يرتب كل هذه الفوضى وهزائم الشرعية المتعمدة، ننظر في حياتنا ومعاركنا، نقود أنفسنا نحو صناعة النصر الذي لا يمكن تحقيقه في ظل شرعية تتقاسم مع الحوثي الثمن وتشترك معه في ذبحنا ونحرنا وإهانتنا في كل المحافل الدولية.
إذا أردنا أن نغير دفة المعركة نحو تحقيق الانتصار وإسقاط قوى الشر، علينا أن ندرك ذلك التغيير في دواخلنا وعقولنا وتفكيرنا، أن نسقط كل إيمان بأن هادي وشرعيته والإخوان وعلي محسنهم يريدون تحرير صنعاء، وأن نسقط كل إيمان بأن الحوثي يقاتل الإخوان وهادي وشرعيته، علينا أن نؤمن بأن كلا الطرفين يسيران بقدم واحدة ونحو هدف واحد، وهذا ما أثبتته وقائع خمس سنوات من الحرب التي أهلكتنا.
قيادات الشرعية ازدرونا بكذبهم وأهانونا بأوهام صنعت لهم نصراً ولأبنائهم في كل دول العالم وفي السفارات والملحقيات والمنظمات والدولية، وصنعوا لأنفسهم من دمائنا مرتبات بآلاف الدولارات الشهرية، وأثقلوا كواهلنا بالهزائهم التي قادونا إليها بضمائرنا الصادقة ونوايانا الوطنية، ولم نكن ندرك أنهم يقدمون رؤوسنا للحوثي على طبق من ذهب.
لا يوجد شرعية أو مقاومة في أي مكان أو زمان يمكن لها أن تحقق نصراً وقياداتها تختبئ أو تكون بعيدة عن الميدان والمقاتلين، ولا يمكن لأي شرعية أو مقاومة في أي زمان أو مكان أن تحقق نصراً وهي تسرق مرتبات ومستحقات المقاتلين، ولا يمكن لها أن تدعي شرعيتها في إصدار الأوامر والخطط وهي تعمل مع العدو ضد المقاومة والمقاتلين، بل يجب إسقاطها ومحاكمتها بتهمة الخيانة والخذلان والهروب من المعركة.
نعرف أن مثل هذه شرعية لا يمكن لها أن تخجل، ولا أن تعترف بخطاياها الجسيمة وجرمها الكبير بخيانة الناس وتعاملها مع الحوثي، لذلك يجب علينا نحن أن نخجل من السير خلفها ومنحها حق التحكم بالمعركة ومصيرنا، يجب أن نخجل ونفكر في تغيير الطريق ومنح الشرعية لمن يقاتل في الميدان ولم يخذل جنوده وشعبه.