محمد عبدالرحمن
الذين يقولون... لماذا لا تتحرك جبهة الحديدة الآن؟!
شن الحوثي هجومه، وأشعل جبهة نهم، وسيطر على أجزاء واسعة منها، وبدلاً من الخوض في مواجهته وتوجيه البنادق نحوه، والبحث في الأسباب الحقيقية التي جعلت الشرعية تتخلى عن واجباتها الوطنية والعسكرية، اتجه البعض ممن لا يمتلكون وعياً وشعوراً بحقائق الواقع لتوجيه غبائهم واستفساراتهم الفيسبوكية نحو طارق صالح ولماذا لا تتحرك جبهة الحديدة في هذا الوقت!!
الجماعة التي تريد إجابات عن عدم تحرك جبهة الحديدة في هذا الوقت، هي تعرف أن الشرعية هي سبب وقف المعركة سابقاً، لكنها تريد تمييع وإلهاء الناس عن تخاذل الشرعية ومساهمة بعض قياداتها في إسقاط نهم بيد الحوثي، هذه الجماعه تريد تقول للناس إن طارق صالح يرفض تحريك الجبهة، وكأنه في إحدى غرف الفنادق وليس في الميدان يكتوي كمداً وألماً بسبب غدر الشرعية وإيقاف تحرير الحديدة في اللحظات الأخيرة.
وجدت جماعة الإخوان في طارق صالح والانتقالي الجنوبي والإمارات شماعة للهروب من هزائمها وفشلها وفسادها وعجزها المخزي، الحوثي قصف الجنود في مأرب فخرجت أبواقها الإعلامية تشتم الإمارات، سقطت نهم فخرجت تشتم طارق، سقط مفرق الجوف فخرجت تشتم الانتقالي، إنها ترى في كل من يقاتل الحوثي عدواً لها.... كيف نقنعها أن الحوثي عدو الجميع وليس رفقاء السلاح؟!
جبهة الحديدة تفعيلها محاط بقرارات أممية بطلب من الشرعية عبر اتفاق استوكهولم، ولأن الاتفاق ملزم للشرعية والحوثي، إلا أن الأخير لم يلتزم به طوال الفترة السابقة، حتى في ظل وجود نقاط المراقبة الأممية، وهذا يعد خرقاً واضحاً للاتفاق، ومن أجل تفعيل الجبهة وتحرير ما تبقى من الحديدة يجب أن تقوم الشرعية بإعلان انتهاء الاتفاق لعدم التزام الحوثي.
طارق صالح وقواته في الساحل الغربي قوة تحمل عقيدة وطنية وجمهورية، ملتزمة بقيمها الأخلاقية والإنسانية وتحترم القوانين الأممية، إنها قوة نظامية وليست ميليشيا دينية تبحث عن مكاسب خاصة كما هي ميليشيا الحوثي والإخوان.
تعب الجميع من مناداة الشرعية بإعلان إنهاء استوكهولم، ليس طارق وحده من تعب، وليس الانتقالي، وليس أبناء الحديدة، وليس المجتمع بكله، بل أيضاً أصوات من وسط الشرعية بدأت تحكّم ضميرها وتدرك أن مصلحة البلاد أقدس من المصالح الخاصة، لكن ربما أن الصمم أصاب قيادات الشرعية لذلك يلزم تغييرها ومعالجتها من أجل أن يستريح الشعب.
تحرير الحديدة هو انتصار لكل الشعب والمكونات، انتصار لكل من سحقهم الحوثي وشردهم من منازلهم ومزارعهم، انتصاراً للجمهورية، وانتصاراً للشرعية أيضاً وليس انتصاراً لطارق صالح وحسب، هو فقط واحد من المقاتلين الذين يخوضون المعركة، رفض أن يغادر الميدان لأن الهدف والغاية أسمى وأقدس من كل شيء.. لكن من اعتاد الهزائم يخاف من الانتصارات، والشرعية أدمنت الهزائم.