غرَّد محمد علي الحوثي في تويتر يدعو الناس لوضع الورد أمام السفارة الصينية تضامناً مع الصين في ما يجري فيها بسبب فيروس كورونا، لكنه في ذلك الوقت كان لا يزال عائداً من وضع الألغام في بيوت اليمنيين وتفجيرها، وكأنه زرع ورداً وليس ألغاماً!!
يريد الحوثي أن يتعامل مع الدول الأخرى بالورود ويتعامل مع اليمنيين بالمتفجرات والسجون والحروب. إننا أمام عبثية تفاقمت مع مرور سني الحرب، يلعب بتناقضاتها عبثيون لا يأبهون بحياة اليمنيين التي لا يرون فيها إلا دائرة كبيرة تتَّسع لخدمتهم باسم الحق الإلهي المزعوم.
الحوثي يستلطف العالم الخارجي ويغرز مخالبه في بطون اليمنيين، يرمي دول الخارج بالورود، ويقذف اليمنيين بالموت والجوع والقيود والغياب، يجثو أمام الغرباء مستجدياً الود، ويستأسد على اليمنيين بغرور السُّلالة والاصطفاء الذي لم ولن يكون..
يموت المئات من اليمنيين في حروبه التي يشنها في طول البلاد، ما وضع يوماً وردة أمام بيت مواطن مغلوب ومظلوم، يجتر حقول المزارعين ويحوِّلها إلى ألغام تُبعثر الرعاة ومواشيهم، وما رأيناه يوماً يزرع ورداً في حقول المزارعين.. يزرع الحقد والكراهية والطائفية في عقول الأطفال والشباب من أجل خدمة مشروعه الطائفي ضد المجتمع، وما رأيناه يوماً يزرع الورد والمحبة في قلوب اليمنيين.
دعوته لوضع الورد أمام سفارة الصين المغلقة لا تمثل نواياه، ولا تمثل واقعه كزارع ألغام في حقول وبيوت اليمنيين.. من يزرع الموت والخراب والحروب لا يمكنه أن يتقبل زراعة الورد والسَّلام. والحوثي دوماً يرتدي ثوب المحبة عندما تستدعيه إلى ذلك مصالحه كما يفعل الشيطان، وجهه الحقيقي هو ما يصنعه ويزرعه في اليمنيين من تعذيب وقتل وتدمير...
لن يموت الحوثي وبيده وردة، لقد وُلد وفي قلبه الحقد والكراهية لكل ما هو محبة وتعايش وسلام، ولا يمكن أن يجعل من أتباعه حَمَلةً للمحبة، إنه يعيش في حماية ما يحملونه من أحقاد وضغائن معتَّقة وتاريخية تجاه الإسلام واليمنيين.
لا يجب أن يعتقد أحد أن الحوثي يمكن أن يكون زارعَ وردٍ أمام بيوت اليمنيين وحقولهم، ولا يجب أن يؤمن أحد أنه سيكون في منجى من ألغام الحقد والكراهية والإرهاب التي يزرعها في المساجد والمدارس والجامعات.
إذا لم يتم كسره فالجميع سيقف فوق لغم ما إن يتحرك حتى يتطاير جسده، وأما تلك الورود فلا يجب أن يغتر بها أحد، إنها محاولاته لكسب رضا دول العالم وودها واعترافها، وليست لليمنيين.