محمد عبدالرحمن
قيادة جديدة للشرعية.. الضرورة الوطنية من أجل الانتصار
سقطت قيادات الشرعية في وحل الهزائم والفساد وتجارة الحروب، وعجزت عن تحقيق آمال الشعب رغم الإمكانيات الكبيرة والدعم الإقليمي والدولي، وبسقوطها خسرت مشروعية استمرارها في تلك المناصب التي حولتها إلى وسيلة للاستحواذ والإقصاء والفساد المهول الذي ساهم في إطالة الحرب وأوجاع الناس.
ليس لقيادات الشرعية الحق في الاستمرار وليس لديها القدرة على تجاوز هذا الوضع، لأنها منشغلة بأمور بعيدة عن الحرب والدفاع عن الجمهورية، تبذل كل جهودها في بناء مراكزها المالية والاستثمارية بالأموال التي نهبتها، وكأن تلك المناصب هي لتسيير أمورها الشخصية وليس أمور الناس وخاصة في ظل الحرب.
لا يوجد في قيادات الشرعية من يحترم نفسه ويحترم المسؤولية الوطنية والأخلاقية التي تحملها، ولا يوجد فيهم من يؤمن أن بقاءه في منصبه دون تحقيق إنجاز إيجابي للناس والبلد هو خيانة وطنية، ولا يوجد فيهم من يشعر بالتقصير وتأنيب الضمير أمام حالة العجز والفشل والفساد وبيع الدماء وخذلان الناس في حماية الجمهورية وبيوتهم وقراهم ومستقبلهم... قيادات ثملة بالهزائم والمكر والخديعة.
البحث في قضايا ثانوية في ظل الحرب والمعارك من أجل صرف الناس عن الحقيقة، هي خيانة، وأي حديث لا يكون هدفه تحقيق الانتصار وعودة الدولة وإرساء دعائم الجمهورية هو خيانة ووصمة عار في جبين كل قيادات الشرعية.
هناك من يطوف بين غرف الفنادق للقاءات مع قيادات الشرعية بهدف إبرام مصالحة وطنية.. جيد ذلك.. لكن الأمر ليس كما يعتقدونه، كيف يبحثون عن مصالحة في غرف الفنادق بينما الجنود في الجبهات نزف أجسادهم بسبب هذه القيادات، مصالحة في الوقت الذي يتم بيع أسلحة التحالف للحوثي، وتسهيل تقدمه في الجبهات؟!
أصبحت قيادات الشرعية عدواً للناس شمالاً وجنوباً، وأكبر مصالحة بين الشعب وتلك القيادات هو أن تحترم نفسها وتترك مناصبها وتذهب بالهزائم التي ألحقتها بالشعب، وتترك قيادة الشرعية لأشخاص قادرين على الأخذ بزمام الأمور وتحقيق النصر وليس لها يد ملطخة بالفساد
إذا كانت السعودية ترى في قيادات الشرعية التي في فنادقها ستحقق نصراً في مكان ما، وفي زمن ما ولو بعد ألف عام فهي مخطئة، وأن بقاء تلك القيادات لن يؤثر على سير المعارك في اليمن وحسب، بل ستصل الهزات الارتدادية نتيجة بقائهم على المملكة نفسها، عاجلاً كما نرى، وآجلاً كما سنرى.
وإذا كانت ترى فيهم أيضاً وسيلة للتقارب مع جماعة الحوثي فهي مخطئة في ذلك، التقارب مع جماعة الحوثي لا يمكن أن يصنع سلاماً دائماً مع الشعب اليمني ومع السعودية، لأسباب عقائدية وارتباط بأجندات إيرانية.
هناك ضرورو لإيجاد قيادة جديدة للشرعية تعيد الأمور إلى نصابها وتعيد مسار المعركة نحو الاتجاه الصحيح دون مماطلة أو تلكؤ، قيادات تؤمن بعقيدتها الوطنية والجمهورية، ترفض أن تغادر الميدان، سوف يسهم ذلك في تحقيق الانتصار وإسقاط الكهنوت والإرهاب، وتعود صنعاء لكل أبناء اليمن.