فيصل الصوفي

فيصل الصوفي

أصفاقة وعصام...؟!

Wednesday 26 February 2020 الساعة 07:40 pm

 ما رأيت آدمياً يبرز خِفة عقله للملأ ويتباهى بذلك، سوى الدكتور عصام شريم، الذي عيَّنه الرئيس عبد ربه منصور هادي عضواً في مجلس الشورى، ورئيساً مغترباً لفرع المؤتمر الشعبي بمحافظة الحديدة حيث لا يعرفه مؤتمري.

 ولا عجب، فالرئيس هادي يجلب إلى سوقه في الغربة البضائع التي تنفق فيها.. صحيح أنَّ شريم ذاك يحذو حذو الإخوان المسلمين في ما يتعلق بالموقف من القوات المشتركة في الساحل الغربي، ومن الإمارات العربية المتحدة، لكنه يفوقهم أحقاداً وخفّة عقل، وصفاقة ما بعدها صفاقة، كما بَدَا عليها مراراً، وبدا عليها قبل أيام وهو يرد على أسئلة مقدّم برنامج بلا حدود على قناة الجزيرة القطرية الذي خيل إليَّ أنه جاء بشريم ليكشف صفاقته.

 والصّفاقة لا تقتصر على قلة الحياء، بل أيضاً فقد الشعور بضرورة احترام الذات، أو أن لا يكون تقدير الذات مطلباً لدى الكائن من الأساس، وأبسط مثال لذلك الكلب يتغوط أمام الخلق ولا يشعر بحرج، وتهينه فلا يهتم.

 وتأملوا الصفاقة وهي تكشف عن نفسها بلسان وشفتين، ودققوا في هراء صاحبها، -والعجب أنَّ اسمه الأول عصام!!- وسترون خفة العقل أمام أعينكم:

 رأى ذاك الحائز على دكتوراه في خفة العقل أنّ دولة الإمارات لا هدف لها، ولا رسالة لها، سوى ضرب الصيادين التهاميين بالطائرات، وتجويع كل الناس لكي يتحولوا إلى جنود مع طارق صالح.. هكذا.. وأن بمقدور الإمارات رفع العقوبات عن أحمد علي عبد الله صالح، ولكنها لن تفعل قبل أن يوقع لها على جزيرة سقطرى والجزر الأخرى.. هكذا، دون أن يشعر أنه ينتقص من رئيسه الشرعي هادي.

 وهو مثل الإصلاحيين أو الإخوان المسلمين في الاقتناع أن من يقاتل الحوثيين هذه الأيام ليس جديراً بالاحترام والثناء.. وفي رأس شريم ذاك أن العميد طارق وكيل حصري للإمارات والتحالف العربي.. وأن هذا التحالف الظالم مكنه من ضم ألوية الزرانيق وألوية المقاومة التهامية إلى حراس الجمهورية، وأطلق التحالف عليها معاً مسمى القوات المشتركة.. وأن هذه القوات المشتركة هي ميليشيا خارج القانون، ثم يقول إن الإمارات والسعودية سوف تضماها إلى جيش الشرعية في نهاية الأمر! ثم، ثانية (ولاحظوا هذا) هي جزء من مشروع الإمارات، وطالما هي جزء من هذا المشروع فهي مرفوضة حتى وإن كانت تقاتل الحوثيين.. وكونها تقاتل الحوثيين فهذا لا يعنينا! 

 هكذا قال، ونعيد قوله ليفهم من لم يسمعه، وسوف يدرك أن الذي كان يسرد هذا الهراء في قناة الجزيرة أتفه إخواني، لكن وماذا في ذلك. فشريم رئيس فرع مؤتمر شعبي من حق هادي الذي يعمل بدأب من أجل ضعضعة المؤتمر الشعبي منذ عشر سنين.

 يدري شريم أنَّ دور الإمارات في اليمن محوري ومشرِّف، سواءً على المستوى العسكري، ودعم القوات المشتركة، أو على المستوى الإنساني، ويدري أنَّ الإمارات قد تركت سقطرى والجزر الأخرى التي يعنيها.. لكنها الصفاقة، التي جعلته ينكر ذلك ويتنكَّر لما تقدمه دولة الإمارات للتهاميين من خلال الهلال الأحمر الإماراتي تحت ضوء شمس تهامة.. ويدرك أنَّ القوات المشتركة في الساحل الغربي هي القوة الوحيدة التي تهزم ميليشيا الجماعة الحوثية، وأنها الأمل المتبقي للناس الذين يتوقون للخلاص من نير الحوثية.. وإذا كان قتالها وتضحياتها في مواجهة تلك الميليشيا لا يعني شيئاً بالنسبة للصفيق، فإنها تعني كل شيء بالنسبة لليمنيين العقلاء المحترمين.