محمد عبدالرحمن

محمد عبدالرحمن

الشرعية التي انتصرت وهزمتنا

Wednesday 04 March 2020 الساعة 08:09 pm



أصبحنا اليوم بين كماشة الهزائم، وتلاوة الدماء التي تباح في محاجر الشرعية والحوثي، أصبنا بلوثة القيادات الشرعجية التي أذابت أحلامنا وزعت الحُفر في طريق النصر واستعادة بلادنا وذواتنا، لم نكن نتصور أن من وثقنا به ليقودنا إلى النصر بدمائنا وأشلائنا هو الذي يقودنا إلى الهزائم بكل عزيمة. 
نعترف كمجتمع أُثخن جسده بالويلات والسياط، وامتلأت أسماعه بالأكاذيب والأهازيج، نعترف بأننا وضعنا الثقة في غير محلها، ولم ندرك أننا كنا في غيبوبة إلا عندما صدمتنا الوقائع، ونفختنا الفجائع، ونزعتنا من بيوتنا الحوائج، وأصبحنا لا نملك إلا الرجاء الذي غاب في لحظة انكسار، وحضرت في وجهنا قيادات الشرعية بانتصارها علينا وهزيمتنا.
أخذت قيادات الشرعية ثروة البلاد وانتصرت علينا، كذبت علينا أنها تقاتل من أجلنا وانتصرت علينا، سرقت الوظائف الدبلوماسية لأبنائها في السفارات وانتصرت علينا، خطفت أحلامنا واستقرارنا وصنعت لنفسها استثمارات في تركيا وانتصرت علينا، أبقت على الحوثي من أجل أن تستمر بانتصارها علينا، وتصنع انتصاراً آخر للحوثي علينا. 
ليس عيباً أن نعترف بهزيمتنا أمام قيادات الشرعية، وليس عيباً أن نقول بأننا أخطأنا عندما ظننا أنها قيادات نزيهة، لقد أغرتنا الأماني والتسابيح والدعاء، لقد ضللنا الطريق ونحن نمشي وسط الظلام، وقادتنا الشرعية إلى ما هو أشد ظلمة وأشد وجعاً.
هُزمنا عندما جعلنا قيادات الشرعية تستمر في حصد الهزائم، وكل مرة نقول عسى ولعلّ، لكن الهزائم توالت علينا وفقدنا الأمل ونحن نرى الفساد هو الذي يتحكم بمجريات المعارك وتغيرات الموازين، حيث وجدنا أن لا أحد تم هزيمته غيرنا كمجتمع ينتظر الخلاص من جحيم الحرب.
أسباب الهزائم كثيرة، منها بقاء قيادات الشرعية تتحكم بالسلطة والقرار، وبقاء المسؤولين في الفنادق يمرحون ويسرحون دون إقالات وتغيير ومحاكمات، مسؤولين لصوص يجب أن لا يستمروا في نهبنا وقتلنا وبيعنا لكل من سيدفع لهم أكثر.