البيضاء تمتلك القدرة والقوة على تحطيم العنجهية الحوثية والغرور الكهنوتي، رجالها جمهوريون لم ينصاعوا يوماً للملكية الكهنوتية، وقبائلها أهل وفادة وأهل قتال وسلم، ينظر الناس إليها اليوم كأحد العوامل التي تجدد الأمل في إمكانية تحرير كل المناطق الخاضعة لسيطرة هذه الميليشيات، هذا الأمل جزء منه يتقد في الساحل الغربي... ويا شوقاااه لاشتعال كل الجبهات الجمهورية ضد الكهنوت وإعلان لحظة الخلاص.
المباغتة الحوثية للهجوم على قبائل آل ردمان، وقصف مناطقهم بالصواريخ، ليست مفاجِئة، التجارب السابقة مع المقاومة في مناطق أخرى كانت دروسا مهمة لكشف وفضح الغدر والخداع الذي تمارسه الجماعة العنصرية، وخاصة أثناء فترة ما إذا كان هناك هدنة أو وساطات قبلية ولو شكلية، لأنها فترة أخذ النفس وإعادة الهجوم مرة أخرى.
استكملت الميليشيات الحوثية جهوزيتها للهجوم على قبائل آل ردمان، حيث أعادت ترتيب صفوفها والتغلغل في الوسط القبلي وشراء الذمم لبعض المشايخ، وتهديد آخرين، واستكملت دراسة كل إمكانياتها ونقل مقاتليها وتطويق المناطق التي يمكن أن تكون ثغرات ضدها أثناء الحرب، ومحاولات تحييد بعض القبائل التي ترفض الانخراط في القتال إلى جوار هذه الميليشا الكهنوتية.
لم تكن الهدنة التي وافق عليها الحوثي من أجل إفساح المجال للوساطات القبلية، بل كانت تستخدم هذه الوساطات لاستهلاك الوقت للاستعداد التام للهجوم، وكانت تماطل في الرد وتتهرب من حسم القضية وإنهاء المشكلة دون حرب، لأنها مصممة على الهجوم وإخضاع قبائل آل ردمان بالقوة، على الرغم من إدراكها بصعوبة المعركة مع القبائل، وذلك لأسباب جغرافية واجتماعية وثقافية.
معركة قبائل آل ردمان ضد الحوثي تعتبر معركة كل قبائل البيضاء، لا يعتبرها الحوثي إلا ككل، لأنه يريد بذلك إخضاع الجميع وإرهاب بقية القبائل بالقوة العسكرية، ليستتب له الأمر ويأمن أي انتفاضة أخرى تربك سياسته وتحركاته في مناطق أخرى، وهذا الأمر لن يناله الحوثي ولن يتمكن من البيضاء وإخضاعها، فكل العوامل والمحددات هي مساعدة لأبناء القبائل وضد ميليشيا الحوثي.
اليوم وبما أن الحجة أقيمت على هذه الجماعة الكهنوتية وغدرها بالمواطنين وقصفهم بالصواريخ في مناطق آل ردمان، ليس هناك مجال لأي هدنة أخرى، والمعركة لا بد لها أن تتم لكسر هذا الغرور الذي تمشي به جماعة الحوثي، كما كُسرت في معركة الساحل، ولا بد أن ينحني هذا الانتشاء والزهو الحوثي المبني من جماجم أبناء اليمن.
أي تحرك ضد الحوثي يندرج تحت معركتنا الجمهورية، وهي معركة مقدسة من أجل الحياة والمساواة، أي حر وشريف لا يمكنه الخضوع لهذه الجماعة العنصرية والطائفية، ولا يمكنه القبول بأن تعود العبودية ولو باسم الدين، الأحرار مؤمنين بالمساواة بين كل البشر، والحرية في بلادنا لا بد لها أن تسود بأجنحة العدالة والمواطنة المتساوية، والبيضاء الجناح القوي الذي سوف يكسر جماعة العنصرية والطائفية الحوثية.
ربما هي بداية النهاية، ومعركة آل ردمان تخلو من أي توجهات أو أجندات خارجية، والحوثي يدق مسامير نعشه، وما سقوطه في حالة اشتعال كل الجبهات إلا مسألة وقت، لكنها السياسة التي تتحكم بتلك الجبهات الساكنة، وكم هو الأمر ناجح إذا رُفضت أي وساطات لهدنة جديدة يطلبها الحوثي، لأنه بهذا القصف على المواطنين أراد أن يوجه الرأي العام إلى قضايا بعيدة عن فضيحة قانونه العنصري "الخُمس" وتشتيت الغضب المجتمعي الموجه ضده بعيداً عنه.