تعيش جماعة الحوثي على الاستغلال وإقتناص الفرص التي تسقط سهواً من المجتمع، تمشي بين الناس بأسلوب النكرة، وتثير رغبة الاستنكار في الأشياء التي تصنع حولها هالة لدى الآخرين، وتمنع في التعاطي مع ما تقدمه بسخرية، وتمنح أشياءها قداسة، وتريد من الناس في الشمال أن يؤمنوا بما يستهزءون به عقول الآخرين.
تضع عناوين لأفكار لا تبذل جهد في إثبات صدقها، وتخلق لها أوضاع معينة لمحاولة أن تكون مقبولة لدى الشارع، لكنها تعجز في إخفاء كذبها وتدليسها، وتخفق في صناعة التفاف حول ما تقدمه، وتسقط في سخرية الناس عليها وعلى تلك الأفكار والأسلوب الذي يقول للآخرين بأنهم لا يفقهون ولا يدركون ولا يجرؤون على أن يعرفوا حقيقة الأشياء بأنفسهم.
تحاول العقلية الحوثية أن تدير عقول الناس بأغلفة سخيفة، تدجن نظرية المؤامرة في كل شيء، وتريد أن تصنع في الذهنية الشعبية أن كل كوارث اليمنيين هي نتيجة حتمية لأفعال قوى العالم الغربي، قوى العالم القوي الذي يحتكر القوة وينهض بالعلم والمعرفه، وتحاول هذه الجماعة أن تثبّت في العقل الشعبي أن مصائب الناس لا تتدخل الجماعة في إنتاجها، بل هي تبحث عن صدّها وإنقاذ الناس.
تعرّف جماعة الحوثي أن الحرب في اليمن ليست هي من جاءت بها، ولا أسباب لها إلا أن كل العالم يريد الموت للناس في هذه البلاد، ولا يرغب أن تنشأ ديمقراطية حقيقة، لأن اليمن يمكن لها أن تحكم العالم، ولهذا تسعى دول العالم لإيقاف اليمنيين عن استيعاب دورهم في قيادة الكون، هذه اللغة الإستحمارية التي تدجنها جماعة الحوثي، تلقى لها أثر في بعض العقول المنقادة دون تفكير.. ويا للأسف.
توجه الجماعة وسائل إعلامها إلى الناس، وتختلق الكذبة والوهمية، ومن أجل أن تتحول تلك الكذبة والوهمية إلى حقيقه وواقع في ذهنية الأتباع، تبدء بانتاج حولها الحلقات والبرامج والدعايات والمقابلات والزوامل، وتستحضر الماضي بزيفه وتزويره وتسقطه على تلك الأفكار المختلقه ، من أجل الوصول إلى نتيجة معينة، تخضع معها ذهنية الاتباع إلى القبول بالنتيجة.
ربما أن آخر تجربة قامت بها جماعة الحوثي لقياس القابلية للاستحمار هي تصريحها عدم الرضوخ لضغوطات اللأمم المتحدة لوقف صرف نصف راتب للموظفين، هذه التصريحات التي انتشرت بعد المكياج في وسائل إعلام الجماعة، اصطدمت بواقع من السخرية لدى الاخرين، ولقيت قبول وتصديق لدى الأتباع الذين يؤمنون بكل ما تقوله الجماعة ولو كان كذب.
الواقع الذي يرفض القابلية للإستحمار الحوثي، يحاول الحوثي أن يكسره، ويفتته إلى قطع صغيره، ويمنع عنه كل وسائل الصد للاستحمار، لأنه واقع ينفض الغبار عن زيف ما تقوله الجماعة، ومدى الاستخفاف بعقلية الناس التي يُراد لها أن تكون مستسلمه لكل ما يصب عليها من قاذورات السياسة الظلامية.