في مايو 2017م أعلنت حركة حماس اعترافها بإسرائيل كدولة، وذلك من خلال الوثيقه التي أسمتها المبادئ والسياسات العامة، وقبلها كان ياسر عرفات قد سبقها في تسعينيات القرن الماضي، ووقع اتفاقية أوسلو التي من خلالها كان أول اعتراف فلسطيني بقيام إسرائيل كدولة.
حماس التي أتعبت الشعب الفلسطيني خطابات وتمزيقا للوحدة الوطنية، وجدت نفسها في وسط الحراك السياسي والواقع الدولي، ورأت أن شطحاتها الإعلامية المدفوعة من تيارات الإخوان في البلدان الأخرى تذهب بها نحو الهاوية، فما كان منها إلا أن تعترف بإسرائيل، وبهذا سقط عنها قناع المقاومة.
لم يكن سلاح حماس إلا بندقية تم توجيهها في وجه الضفة الغربية، وإقامة دولة في قطاع غزة، في خرق وطعن واضح للقضية الفلسطينية، لم يحقق السلاح مع إسرائيل نتيجة يمكن القول إنه فعلاً سلاح مقاوم، كما هو سلاح حزب الله في لبنان، يمزق لبنان ويدخله في صراع هو في غنى عنها دون أن تتأثر إسرائيل.
القضية الفلسطينية هي أكبر تجارة رابحة استغلتها حركة حماس، أموال المساعدات والتبرعات ومنظمات الأمم المتحدة الإغاثية التي تعمل في قطاع غزة، تحصد حماس أرباحها وتجني الأموال بكل سهولة، وكل ذلك في سبيل تحرير فلسطين، وفي النهاية تعترف بإسرائيل كأمر واقع.
لماذا انزعجت جماعة الإخوان ومنها حماس من الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي؟
الأمر ليس متعلقا بفلسطين ولا بالمقاومة، هناك ما هو أبعد من القضية التي دوخت بالعرب، ينظر الإخوان أن الاتفاق الذي ستتبعه اتقافات مع دول أخرى، سيوقف عنهم المساعدات وجمع التبرعات، والأموال الطائلة التي كانوا يجنونها باسم فلسطين.
يحاول الإخوان أن يتعامى عن الاعتراف التركي القديم والحديث بإسرائيل، وعن حماس التي يتشدقون بها أنها ناصية المقاومة، ويذهبون إلى مهاجمة الإمارات وكأنها أول من ركب القطار، يهاجمونها باسم فلسطين وهم من باعوا القضية وسرقوا الأموال والتبرعات، ثم اعترفوا بوجود دولة من كانوا يقولون لنا إنهم الأعداء.
القطار يتحرك، والإمارات ليست أول من ركب قطار التطبيع مع إسرائيل، كان أول من ركب القطار هم الفلسطينيون أنفسهم، ثم توالت الدول العربية، وهذا شيء طبيعي في السياسة، لأن الواقع أصبح يحتم على العرب أن ينظروا إلى فلسطين وقضيتها من زاوية أخرى، ويتم حلها منطقياً بعيداً عن الشعارات الزائفة.
ربما أن قطر وتركيا وحماس وكل جماعة الإخوان زعلانون من الإمارات، ليس لأنها أعلنت إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، بل لأنها تأخرت، ولم تركب معهم في مقدمة القطار.. عجباً لمن يتشدقون بفلسطين ويعيبون على غيرهم ما يقومون به.