محمد عبدالرحمن

محمد عبدالرحمن

السفاح الهادي "كبطل".. من ينقذ التلاميذ في الشمال؟!

Monday 24 August 2020 الساعة 02:51 pm

الحوثي لا يدخر الوقت، ولا يتوقف عن تطبيع المجتمع الشمالي مع فكره المتطرف، ولا يتعب في استقدام التاريخ المزور وتقديمه للمجتمع كنظام يجب إعادته للعبور إلى المستقبل.

يتحول الشمال إلى أكوام من الأفكار الزائفة، ويتحول تلاميذ المدارس من قادة للمستقبل إلى حمّالين للتاريخ المزور، يتحمّلون وزره، ويأخذهم إلى حتوفهم الطبيعية كنتيجة لما يحملونه من فكر ملوث، وتاريخ مسروق ومزور.

يتغلغل الحوثي بكل الوسائل، ويستخدم التلاميذ في المدارس كبؤرة لتطبيع فكره مع عقولهم، لتنمو مع نموهم وتطورهم، لكنه نمو وتطور يخدمه مستقبلاً، تطور مخيف الذي يعتبر السفاح الهادي الرسي كبطل ومنقذ لليمنيين، وليس سفاحا قتل وشرّد وهدم بيوت اليمنيين من أجل أن يحكمهم باسم ال البيت والأفضلية في النسل والاختيار الإلهي.

الكتب المدرسية التي يجب أن تكون مفاتيح للعلم من أجل الحياة والمستقبل، اليوم هي في الشمال مفاتيح للجهل والتطرف والإرهاب، ومعها ومن خلالها سيتحول التلاميذ إلى قنابل تتفجر في أوساط الناس التي ستخالف عقيدة وفكر الحوثي، لأنهم يعتبرون أن ذلك الفكر مسلّم به وقضية لا تقبل النقاش الإنسي، لأنها مرتبطة بالسماء.

الحوثي يزوّر التاريخ ويسرق الأحداث منه والوقائع وحرفها عن مسارها التاريخي وتحويلها إلى مسار يخدم فكرة الحق الإلهي والاستيلاء على السلطة، وبما يخدم ظهور الحوثي بريء من دماء الناس التي يسفكها، لأنه يسفكها بأمر من الله، والتاريخ يذكر أن كل الأئمة سفكوا الدماء باسم الله.

لنا أن نتخيل والجيل المقبل يتحدث عن الهادي الرسي كبطل وليس سفاحا، وأنه قتل اليمنيين لأنهم رفضوا الإذعان له، والإذعان له هو أمر إلهي لا يكتمل الإسلام إلا به، لأنه ينتمي كما يقول الفكر الحوثي للسلالة النبوية، هذا التخيل مخيف، لأننا سنواجه في المستقبل جيلا إرهابيا متطرفا، يقتل ولا يدرك حُرمة الدم الإنساني.

تلاميذ الشمال الذين يبني فكرهم وعقولهم الفكر التجهيلي الاستعبادي، هم خطر محتمل للبلاد، وجنود منقادة بربقة العبودية للحوثي ولكل من يؤمن بفكرة النقاء السلالي والحق الإلهي، وهذا الخطر هو تهديد دائم للحياة والاستقرار في اليمن، ونتيجة لبقاء واستمرار الحروب.

الدولة سقطت، والشرعية المتنقلة في فنادق الخارج لا تأبه لمستقبل اليمنيين، ولا يعنيها التحريف الحوثي للعقول، لأنها قد أمّنت مستقبلها في الخارج ولن تعود، وليس هناك حتى الآن من هو قادر على وقف هذا التجريف الخطير بينما صنعاء تحت قبضة ميليشيا إيران.. من ينقذ تلاميذ الشمال ويحرر صنعاء من هذا التفخيخ المخيف للعقول؟!