أمين الوائلي

أمين الوائلي

تابعنى على

"عبدالسلام بقاص الشعبي العام" المؤتمر (اللا مخملي) في السنوية الـ38

Thursday 27 August 2020 الساعة 04:54 pm

• خمسيني طاعن في الشباب، وشاب تحايلت عليه السنوات وتحالفت ضده مواسم عصف الأزيب وأكف الرياح اللا موسمية الخاوية وخلفته جسداً ناحلاً على عتبة العقد السادس، يهلك الكثير من السجائر بشراهة من يتحداها أن تهلكه، وفي رئتيه تتكدس بطريقة يعوزها الترتيب (كما كل شيء آخر في حياته) ماركات وأنواع لا حصر لها من مخلفات النيكوتين لمعلبات تبغ تعاقب عليها في تطواف مزمن عبر قارات العالم وبلدان منشأ مسميات لا حصر لها من السجائر.

• يحدث أن تتلقى أو تستكنه هذا وغيره؛ وأنت تجلس معه أو يجمعكما مقيل واحد، بينما يستأنف معك الحديث، من حيث ابتدأ المرة السابقة لا من حيث انتهى، فما من نهاية متوقعة، فقط سلّم نفسك واذهب مع التيار؛ عن المؤتمر الشعبي العام سيرة وأعلاماً وقيادات ومنعطفات، ذهاباً وعودة من وإلى المخا مروراً بصنعاء وتعز والحديدة.

• وكيفما اتفق معه يستطيع، عبدالسلام بقاص، أن يعيد كل حدث وقصة وواقعة، مهما كانت محلية وعابرة جداً، إلى جذر ينتهي عند الرئيس علي عبدالله صالح. يستحيل أن لا تتوقف وتسأل نفسك ما إذا كان هناك مؤتمري بهذه الصيغة والنكهة والتشبُّع والتورُّط حتى الثمالة؟ ومن النادر أن لا تستشعر حرارة كبد ناضجة بالصدق كلما ذكر أو تذكر صالح. ما من شك عندي أنه واحد من قلائل أناس عرفتهم يحملون هذا القدر من الانتماء والولاء والاعتقاد الراسخ والتعصب المحمود وغير الضار ولا المضر. شيئان لا يبدو أنهما مضران بالصحة مع بقاص: التعصب والتدخين.

• ليس في المخا والساحل مؤتمري؛ يضاهيه غنى وفقرا، أو يدانيه في الخبرة والخدمة والولاء والانضباط والصدق والتجرد والشجاعة والعلاقات ولا في قلة ذات اليد والإفلاس من كثير أو قليل أو أقل من القليل مصلحة وفائدة ومردوداً ومقابلاً.

• أقل قليلاً من ثلاثين سنة، وهي أكثر من نصف عمره، قضاها في خندق الخدمة كمؤتمري أول في المخا بلا منازع. وهو بلا منازع آخر شخص قد يتذكره المؤتمر والمؤتمريون القادة ويلتفتون إليه. وإنه بشخصه يمثل مؤتمر المخا والساحل أكثر وأكبر مما تتوقع حضوراً يملأ حيزاً على مستوى القيادات والفاعلية والحس الجماهيري.

• دلف صاحبنا العقد السادس أعزبَ، لقلة ذات اليد (بحمد الله لم يعد الآن كذلك، والصورة المرفقة له من يوم عقد قرانه قبل أشهر في المخا)، وبدون أي وظيفة أو عمل أو مصدر دخل، وهو الذي عاصر وعامل وعمل وتعامل مع أساطين قيادات المؤتمر وحكوماته وسلطاته المتعاقبة ورؤساء مؤتمر المخا وتعز، وامتدت علاقاته ومغامراته صعوداً إلى رئاسة المؤتمر مباشرة. لم يتحوصل عن كل هذا أي ناتج نفعي أو مصلحة من أي نوع.

• وصل في ذروة نشاطه وتفرغه للعمل التنظيمي إلى مصاف المسؤول التنظيمي الأول، من دون تسمية تنظيمية أو أي تسوية مالية وإدارية واعتبارية نظير الجهد والدور والعمل الذي يقوم به. لا تبالغ إذا قلت إنه أرشيف وذاكرة الشعبي العام في المخا. ويلزمك القول، إذاً، إن الذاكرة؛ مهملة ومتعبة ومهمشة ومتروكة تماماً، وقوية وحمَّالة ونادرة وصلبة تماماً. هذه هي مفارقات الشعبي العام.

• عنَّ لي أن أحيي ذكرى التأسيس الـ 38 للمؤتمر بطريقة مغايرة ومن مدخل يستعيد معنى ومعطى الشعبية- للشعبي العام. ثمة مؤتمر شعبي كبير وغفير وشعبي حقاً لا يعرفه المؤتمريون. وثمة مؤتمر ينبغي استذكاره والتذكير به واستدعاء مفهومية وعناية الصف المخملي من القيادات ومن في حكمها والتي تتزاحم واجهة كل يوم وعام وذكرى ومناسبة وحدث وأينما وحيثما كانت أو حلت.

• مع الاحترام للجميع وحفظ الألقاب والصفات؛ المؤتمر شعبي لا نخبوي، والمؤتمر الذي لا ينتمي إلى القواعد الأولى العريضة والشعب الغفير والمجال العام ينعزل ويعزل نفسه عن أن يكون شعبياً أو الشعبي العام.

• والمؤتمريون يحتفلون ويحيون مناسبتهم التنظيمية ويوقدون شمعة عام جديد، يغيب الناس والغبر والجمع الشعبي الغفير والعام، ويحضر نجوم السياسة والإعلام والنضال الناعم والأثير الدافئ ولوبيات احتكارية محترمة توزعت العواصم والشاشات وصادرت وتصادر الأمس والغد وبينهما اليوم...

• اليوم... الشاق والباهت والخلو من أي معنى ينم عنه تخليد نخبوي لسنوية تنظيم شعبي جماهيري- فيما لا تعرف قياداته ومنصاته المحتفلة شيئاً عن أوضاع وأحوال ملايين المؤتمريين الأوفياء والمخلصين والمسحوقين لا يتذكرهم أو يعرفهم أحد. حتى في المستوى التنظيمي ودورة حياة الفروع والمحليات الأصغر. فضلاً عن القواعد والكوادر والكفاءات الوسطية، وغير قليل من سواد الصفوف الأولى، والتي بقيت تنتمي للمؤتمر ولكنها غير منتمية للقيادات ولا للمستويات القيادية- واهبة الحياة والدفء والنعم!

• ثمة مؤتمر آخر وحقيقي وشعبي عام من صدق. هذه المحاولة هي لاستحضارهم جميعاً؛ على سبيل التحية والاحتفاء والإحياء والاعتذار.

إن الشعبي العام، شعب بالأصالة.

صهيل مجيد..

عدن، 24/ 25 أغسطس 2020

* من صفحة الكاتب على الفيسبوك