لم يخُض أي معركة من أجل الدفاع عن الجمهورية، وعندما تم أسره كان في المنزل مع الحاشية يحمونه دون أن يطاله الأذى، واليوم تفرج جماعة الحوثي عنه، بعد وساطات واتفاق تبادل للأسرى، يخرج ابن الجنرال الأحمر من صعدة إلى الرياض، دون أن يذكر أحد بقية الأسرى الغلابى..!
هو نجل نائب الرئيس المقيم في الرياض، حامي الفاسدين وزعيمهم، وقائد عصابة الإخوان، العصاة والمذنبين بحق هذه البلاد والجمهورية، يقفون في وجه الحياة ويطعمون الناس الردى والسجون، ويعملون على تفاهمات سرية وإبرام الاتفاقيات لترتيبات تحسن وضعهم دون بقية اليمنيين.
أُطلق ابن الجنرال علي محسن وخرج كالطائر نحو والده إلى الرياض، بينما مئات الأسرى من اليمنيين يقبعون خلف قضبان الحوثي، يتألمون من الألم ويصرخون من الوجع، ويقتلهم الحنين إلى عائلاتهم، كل ذلك ولا أحد ينظر إلى شكواهم ونجواهم، تغيبهم السجون وهم الذين أرادوا أن تكون الحرية مباحة لكل الناس.
ندرك كل يوم أن الجنرال لا يخوض معارك الناس، ولا يتحمل مسؤولية ما تحت سلطته كنائب للرئيس المُغيب، يفاوض ويبرم اتفاقاً من أجل نجله، ولو كان فعلاً رجل دولة لما فعل ذلك، وكان حرياً به أن يطلق أسرى الناس البسطاء المدافعين عن الجمهورية حقاً وصدقاً وعدلاً، لكن لا يهمه أولئك ولا يعينه ما يجدونه من عذاب في سجون الحوثي.
لا تصدقوا هذا الجنرال أنه يقاتل من أجل أحد منكم، أو أنه يقاتل عن شرفه العسكري، إنه فقط يراوغ ويرابح بالمعارك ويزايد هنا وهناك، ويجني الملايين من الدولارات، ويدير شبكاته المتوزعة في كل منطقة بالجمهورية، يحرك ما يشاء وقت ما يشاء وحسب السياسة التي يريدها.
من لبقية الأسرى أيها الجنرال، من سيقايض عليهم ويخرجهم إلى حضن أمهاتهم وأبنائهم، من يحرك ملف الأسرى الفعلي، ويحقق فرحة لعوائلهم..؟!!
لا أعتقد أن هناك من هو أبشع من قيادات الشرعية الإخوانية وزعيمها الحقيقي الجنرال الأحمر، أو دعونا نسميه قذاف الدم اليمني، يبيع الجمهورية للإمامة ويدّعي حبه للجمهورية، يقول للناس إنه يدافع عنهم، وهو يطعنهم في الظهر ويخدع قلوبهم وعقولهم، فعلاً إننا خُدعنا أكثر من مرة بهؤلاء الفاسدين واللصوص والقتلة من طهران إلى أنقرة مروراً بالدوحة.
لماذا كل هذا العبث وجلبة الغُبن للناس، هل يشعر الجنرال بالعار والناس تقدم أبناءها وفلذات أكبادها في الجبهات والسجون، وهو يقاتل ويحاور ويفاوض ويخون ويخدع من أجل ابنائه ومصالحه وأمواله وثروته، وهل يعقل أن يبقى راعي الإرهاب الأول في اليمن يتحكم بالشرعية من موقعه كنائب للرئيس؟
إطلاق كافة الأسرى دون أي اعتبارات أو انتماءات، هو السبيل الصحيح لشرعية الدماء التي سكبت من أجل الجميع، ومن أجل الحرية للجميع، لم يصبر الناس ويقدموا تضحياتهم من أجل الجنرال ونجله ولا من أجل الحوثي وعائلته، يوماً ما سنقذف بكم جميعاً في سيل لا مقر له إلى أن تنتهوا في اللا مكان.