فيصل الصوفي

فيصل الصوفي

يُرحِّل الحوثيون اليهود بتنسيق مع إسرائيل.. اللعنة!

Friday 13 November 2020 الساعة 08:00 am

كانت أسمى أماني أكبر تنظيم إرهابي في العالم، وهو تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب، طرد العاملين الغربيين والأجانب الآخرين غير المسلمين من أرض المملكة العربية السعودية، فلم يحقق التنظيم أمنيته، لأنها غير عقلانية ولا شرعية، ولأنها أيضاً اصطدمت مع سياسات الحكومة هناك، بينما حكومة الجماعة الحوثية تتبنى رسمياً سياسة إجلاء مواطنين يمنيين من ديارهم إلى ديار الغرباء ديفيد بن جوريون، موشى شاريت، عزرا وايزمن، اسحق رابين، جولدا مائير، مناحيم بيجن، شيمون بيريز، ونتياهو.. أجلت الجماعة الحوثية اليهود اليمنيين الذين استوطنوا هذه الرقعة من الأرض قبل أن يأتي إليه أجداد الحوثيين بألفي عام أو يزيد.

كم خطب عبد الملك الحوثي، وكم هذى العميد سريع، وكم هذرمت وسائل إعلام الحوثيين عن خطط الرئيس السابق للجمهورية علي عبد الله صالح بشأن ترحيل يهود اليمن إلى إسرائيل رغبة في نيل رضاها ورضا أميركا، وطمعاً في تطبيع العلاقات معها، وكم وكم وكم؟ بينما لسان حال المسيئة: خذوني.. فهذه الجماعة هي التي عملت دائماً منذ العام 2004 من أجل التخلص من اليهود، وما تزال تجهز على القلة القليلة الباقية بشتى الأساليب وأمكرها، بما في ذلك التحريض على قتل المواطنين اليهود، وأقرب مثال لذلك زعمها أن اليهود اليمنيين تلقوا تدريبات عسكرية على أيدي ضباط في التحالف العربي، وأنهم أصبحوا يحاربون في صفوف جيش الرئيس هادي.. وقد سوقوا لذلك دليلاً هو أنهم عثروا في جبل يام بنهم على بطاقة شخص يدعى ليبي سالم موسى سالم مرحبي (يمني من يهود آل سالم- ولد عام 1987 في كتاف البقع بمحافظة صعدة).

لعل الذين قرأوا ملازم مؤسس الجماعة الحوثية حسين بد الدين الحوثي، والذين تابعوا خطب أخيه عبد الملك، وآخرها خطبته في عاشورا، قد لاحظوا أن التحريض على المواطنين اليهود تعتبر واحدة من الميزات التي تسم ذلك الخطاب.

أما من الناحية العملية، فثمة شواهد كثر على دور الجماعة الحوثية في التنسيق مع جهات دولية وسيطة بينها وبين حكومة دولة إسرائيل، ومع منظمات صهيونية مثل الوكالة المعروفة باسم الوكالة اليهودية لأجل إسرائيل، وذلك من أجل ترحيل اليمنيين إلى إسرائيل، وحسبنا التذكير هنا ببعض منها: في البداية ادعت الجماعة الحوثية أن اليهود في منطقة آل سالم بكتاف صعدة، متآمرون، وأنهم -فوق ذلك- يمارسون المنكرات والفواحش، ثم راحت تخيرهم: إما، وإما.. إما الدخول في الإسلام الحوثي، وإما القتل، وإما الجلاء من المنطقة، وأمهلتهم عشرة أيام للبقاء على قيد الحياة.. لم يجدوا أمامهم سوى الرحيل، ولم تقدر الحكومة في العام 2007 على فعل شيء من أجلهم سوى نقل خمسين رجلاً وامرأة وطفلاً إلى صنعاء للمقام في مجمع سكني مهجور بحي سعوان، يسمى مدينة العمال التي أنشأها الرئيس إبراهيم محمد الحمدي (تسمى اليوم المدينة السياحية).. وقد صارت هذه خالية من اليهود هذه الأيام، إذ بعد أن سطت الجماعة الحوثية على العاصمة يوم 21 سبتمبر 2014 كان من ضمن أولوياتها ترحيل اليهود من سعوان إلى تل أبيب، وكان آخرهم -حسب ما نعرفه حتى الآن- سعيد الناعطي وزوجته وبناته، حيث عملت الجماعة على نقل هذه العائلة إلى دولة خليجية مجاورة، ومن تلك الدولة التي تصنفها الجماعة ضمن دول العدوان! سافرت العائلة إلى إسرائيل.. قبل ذلك كان بقية من المواطنين اليهود مبثوثين في ريدة وفي أرحب، ولكن الجماعة الحوثية نكلت بهم أثناء زحفها نحو عمران وصنعاء، لكي يتقبلوا سياسة الترحيل من بلادهم.. في منتصف فبراير 2015 أفاد يهود يمنيون وكالة رويترز أن عائلة يهودية مكونة من ستة أفراد قد وصلت إلى إسرائيل يوم الجمعة 13 فبراير، فيا ترى هل كان علي عبد الله صالح يحكم صنعاء وما جاورها في ذلك الوقت، أم هي الجماعة الحوثية التي لا يعجزها ذكاؤها عن حيلة التواصل مع دولة إسرائيل؟ الآن لم يتبق من المواطنين اليهود سوى عائلة حبيب، وعائلة مرحبي.. وهذه الأخيرة قيد الترحيل، ولم يحجزها عن ذلك سوى اعتقال ليفي مرحبي!