من الجيد أن يكون ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بهذه العقلية المنفتحة، والفكر الذي يحاول دفن الأفكار الماضوية التي انحرفت عن المسار، حسب قوله.. ومن الجيد أن تدخل المملكة عهداً جديداً أكثر تقدماً واستيعاباً لكل المتغيرات في العالم، هو عهد جديد يعمل على التغيير من الداخل من أجل المستقبل.
تدخل اليمن في عامها السابع من الحرب، ولا تزال المعركة تراوح مكانها، لا استجابة سريعة لتداعيات بقاء هيمنة جماعة الحوثي الإرهابية على الشمال، على الرغم من قيادة السعودية لتحالف قتالي من أجل ذلك، وهنا يجب أن نتحدث مع ولي العهد بأمور تتعلق بالسعودية والحرب في اليمن.
إن التمسك السعودي بجماعة الإخوان ودورها في الحرب، هو التمسك بالنار في اليد، ولا نعرف لماذا الإصرار السعودي على ذلك التمسك الخاسر، بل والدعم المباشر وغير المباشر لهذه الجماعة التي أثبت الواقع فشلها وفسادها الفظيع.
نحن في اليمن يا ولي العهد نتجرع المُرّ بسبب "الإخوان" وأنتم طيلة ست سنوات تحتضنون وتساهمون في دعم هذه الجماعة، على الرغم من خطاباتكم المتكررة ودعمكم السخي من أجل اليمن، وربما أنكم لا تعرفون أن هذه الجماعة هي اليد اليمنى لجماعة الحوثي في إسقاط الدولة اليمنية، ومن ثم مهاجمة دولتكم الموقرة.
والأمر الأكبر من هذا يا سمو الأمير، أنكم في مدارسكم في المملكة تعلّمون أبناءكم أن جماعة الإخوان تنظيم إرهابي خطير يجب الحذر منه، هذه الجماعة الإرهابية هي نفسها التي يتم دعمها في اليمن بالمال والسلاح تحت مسمى "الجيش الوطني" الذي يتزعمه الجنرال الأحمر.
تصنفونها في المملكة تنظيماً إرهابياً، وتتركونها في اليمن تصبح طرفاً قوياً يهدد الجنوب الأرض والإنسان، ويسلّم الشمال، ويحاول إرباك المقاومة في الساحل الغربي، ويطعن كل مقاومة تقاتل ضد جماعة الحوثي الإرهابية، وتسرق طعام الجياع، وتبيع كل شيء بصفقات فساد.. هل يعقل هذا يا سمو الأمير!!
بعد ست سنوات ونحن نرى جماعة الإخوان تمد يدها لجماعة الحوثي بالمال والسلاح، وكأن دماءنا وبيوتنا وبلادنا مباحة لإرهاب الجماعتين، نقطف خبراً من سموكم بسعيكم لضمان أمن اليمن، وتقطف رؤوسنا بنادقها، ولولا الإخوان لما طالت حرب استعادة الدولة في اليمن، ولما تطورت صواريخ قصف الحوثي للمملكة.. هل بعد كل ذلك ترغبون باحتضانهم في فنادق الرياض؟!
نتحدث بصراحة مع المملكة، لأن لها اليد الطولى على جماعة الإخوان من خلال قياداتها التي تحتضنها في فنادقها، وهي تدرك أنها جماعة لا يقتصر خطرها على اليمن، وتدرك أنها مع جماعة الحوثي تمثل طرفاً يريد اختراق السعودية من أجل مصالح دول أخرى، كما هو الحوثي الذي يسعى لتنفيذ أجندة إيرانية في جنوب المملكة.