محمد عبدالرحمن

محمد عبدالرحمن

الحكومة في عدن.. لماذا لا تقوم بتقديم الخدمات للناس؟؟

Wednesday 17 March 2021 الساعة 07:45 am

عادة يكون وجود الحكومة واستمرارها في أداء مهامها وتقديم الخدمات للناس، هي الوسيلة الوحيدة لأن يذهب الناس في قضاء شؤون حياتهم ويومياتهم، لكن في الجنوب يختلف الأمر، فبعد غياب طويل لحكومة الشرعية عادت إلى عدن، لا لتقديم الخدمات للناس، وإنما فقط لالتقاط الصور ونشرها لإثبات تواجد وزراء الحكومة في عدن. 

كنا قد استبشرنا خيراً بعودة الحكومة، لكن سرعان ما اضمحل ذلك الأمل الذي لمع في سماء الأزمات وحرب اللا اتجاهات، ركبت عدن موجة جديدة من ترهل الحكومة، وعدم جديّة وزرائها في تقديم الخدمات للناس، وعلى مرأى ومسمع من السعودية التي تقود التحالف العربي، والتي أيضا تحتضن "هادي" الرئيس الذي لا يعرف بلده أثناء الحرب. 

الجنوب يمر بمنعطف خطير، والناس كل يوم تزداد حالتها المعيشية سوءًا، لا الخدمات تم تقديمها بشكل فاعل، ولا تم السماح للناس أن تصرخ بوجعها وتعبّر عن حالتها المزرية، بسبب فشل الشرعية وفساد هادي وجماعته. 

خرج الناس في سيئون مجردين من أي سلاح عدا أصواتهم وأوجاعهم، مطالبين بتقديم الخدمات وتحسين الأوضاع، والحد من فساد الشرعية، لكن قيادة الإخوان العسكرية هناك استقبلتهم بفتح النار عليهم وإطلاق الرصاص نحوهم، وكأن لا حقوق ولا خدمات واجبة على الشرعية تقديمها للناس. 

تريد الشرعية "الإخوان" أن يبقى الجنوب مرتعاً لفسادها ومشاريعها المشبوهة، وعندما يتحرك الناس للمطالبة بتصحيح الوضع، تنطلق الأسلحة النارية والإعلامية لإسكات وإيقاف الناس، ولصق الالتهامات بالمطالبة بالانفصال، وكأن سكوت الناس عن وحشية وفساد الشرعية هو دليل الرضا عن "هادي" و"الأحمر" والوحدة..!!

فساد جماعة الإخوان في الجنوب هو ما يقود الناس إلى الإيمان المطلق بالانفصال، انفصال الإخوان عن معركة تحرير صنعاء هو ما يقود الجنوب إلى الانفصال، عندما ينظر الإخوان إلى طرف أو جماعة تطالب بالحقوق والخدمات بأنها مطالبة بالانفصال، فجميع الناس في الجنوب انفصالية، وهذا حق لها. 

هل يدرك "هادي" أن مطالبة الناس بتقديم الخدمات لها لا يعني أنها تبحث عن مطالب سياسية، وهل تدرك جماعة الإخوان التي تتحكم بثروات الجنوب أن الرصاص لا يمكنه منع الناس من الثورة من أجل الحقوق، وهل يدرك التحالف العربي أن بقاء الناس في الجنوب بدون خدمات سيمنعهم من أن يبحثوا عن حلول أخرى بعيدة عنه..؟؟

من حق الناس في الجنوب أن تتساءل عن دور التحالف العربي في الوضع الرهن الذي تمر به، على الرغم من وجود الحكومة في قصر المعاشيق، ومن حقها أن تطالب بما هو لها من تقديم الخدمات وتحقيق مطالبها السياسية والاقتصادية، هناك القليل ما تبقى من الثقة لدى الناس بالتحالف، فإن استمر الأمر على ما هو قائم الآن، فإن الثقة لن تدوم.. ويكفي الجنوب إلى هنا.

إذا كان "هادي" و"الأحمر" وكل قيادات الإخوان والسعودية قد فشلوا في تحقيق التقدم نحو تحرير الشمال، فعلى الأقل يجب أن لا يكون هناك فشل في تقديم الخدمات وتطبيع الأوضاع المعيشية للناس في الجنوب، لكن ربما أن الفساد أعمى كل بصيرة للشرعية في الجنوب وفي الرؤية نحو الشمال.