محمد عبدالرحمن

محمد عبدالرحمن

"الحوثي".. ماذا نتوقع منه غير الحروب والإرهاب والسوق السوداء؟

Wednesday 21 April 2021 الساعة 11:53 pm

جماعة الحوثي لا يجب أن يتم توجيه النقد نحوها في محاولة  لتعديل سلوكها وتغييره، ولا يجب أن نتوقع منها كل جميل وكل ما يحقق الأمن والاستقرار وازدهار البلاد، ولا يجب أن ندعوها إلى بناء دولة ومؤسسات وفرض القانون وتحقيق المساواة، لأنها تنطلق من مبادئ عكس كل ذلك، ونهجها يخالف كل ذلك، وفكرها لا يؤمن بكل ذلك. 

جماعة الحوثي متطرفة وإرهابية دينيا، فكيف لنا أن ندعوها للمدنية والمساواة وهي التي تؤمن بتفوق قادتها على بقية الجنس البشري، وهي من تعتقد أن بين قادتها وبين الله حبالاً من الوصل والاتصال المباشر عبر القرآن أو غيره، وتؤمن بأن من حق قادتها أن يرسموا مستقبل الشعب والبلاد بما يناسب فكرهم ومصالحهم ولا يحق لأحد أن يعترض على ذلك، لأن ذلك اعتراض على مشيئة الله. 

كيف يمكن أن نوجه لها النقد، وهي بالأساس تنطلق من مسلّمات فكرية لا يمكن أن تتقبل وتغير من سلوكها، وكيف يمكن لنا أن ندعوها لبناء الدولة، وهي بالأساس لا تعيش إلا في الفوضى وبالفوضى، وكيف يمكن أن ندعوها للسلام وهي لا تستمر في الحياة إلا بالحرب وفي الحرب، وكيف ندعوها للتعايش وهي لا تستقر إلا في ظل بث الانقسامات والتشظي. كيف.. وكيف...؟؟

يريد البعض من الحوثي أن نعيش في دولة مستقرة وآمنة ومزدهرة، وهو الذي يبني لنا حياة أخرى في الآخرة، ويريدنا أن نذهب إليها ونتركه هنا للحياة، يؤمن بالآخرة ويسوقنا إليها كالأنعام، يضيق علينا حياتنا وينكد علينا معيشتنا ويصنع لنا في الخيال حياة مصطنعة رائعة وجميلة والطريق إليها لا يكون إلا عبر الحرب والقتل. 

الحوثي مهما حاولنا معه أن يأتي إلى الصواب لا يمكن أن يقبل أو يذعن، لا بالسلام ولا بالتفاوض ولا الهدنة، هو جاء يعبث بحياة اليمنيين، يشردهم، يدمر منازلهم، يهدم ترابطهم، يسحق دولتهم، يقطع عنهم كل سبل العيش الكريم، يذيقهم الويلات والعذاب، يسومهم سوء العذاب، ولا يمكن له أن يتوقف عن ذلك، إلا إذا أوقفناه نحن بأيدينا، ولن يتم ذلك إلا عبر البندقية. 

اليوم تعيش صنعاء جحيماً لم تشهده طوال تاريخها، تعاقبت عليها دول وأئمة ورؤساء، شهدت أنظمة ملكية وجمهورية، ولم تشهد مثل ما تشهده في حكم عبدالملك الحوثي، من ظلم وفساد وتعذيب وتضييق على الناس في المعيشة..

صنعاء اليوم في أبشع صور الظلم والظلام اللذين يخيمان عليها، هي اليوم غارقة في رذيلة الحوثي وبطشه وناره التي يصلي بها الناس. 

فرض الضرائب والجبايات، وزيادة الجمارك، والقيام بالتقطعات، والمتاجرة بالنفط والغاز ورفع أسعارهما أضعافا مضاعفة على ما هو في السوق العالمي، وهدم مؤسسات الدولة والعمل من خلال السوق السوداء، وأخذ الأموال بغير حق، وهو ما يرتكز عليه الحوثي ويستمر في تغذية حروبه ضدنا. 

الحوثي يؤمن بأن الشعب وهذه البلاد هي العدو، يعمل بكل طاقته وامكانياته من أجل سحقنا، يريد أن ينتقم من الجميع دون استثناء، لأنه يؤمن بأن الجميع عدوه، ينتقم من البلاد ويعمل على تقسيمها وبث روح التشظي فيها، يخترق النسيج الاجتماعي ويضرب أوصال الترابط بين الناس وينتقم لحقده وغروره بأبشع الصور والوسائل.