ما يحدث في شرعب فظيع ومريع ومفجع ومهلك ومهيكل وقاتل ومميت ومفتت لكل البلاد الممتدة من شرقي البلاد إلى الغربي.
المرة الوحيدة التي تذكرتم فيها شرعب وأن ثمة بلادا تعاني كانت لأجل نكتة سامجة قالها رجل سامج لا يمثل لشرعب أي ثقل أو وزن وهو حالة غير شرعبية وجد نفسه من ناقص في البلاد المكتملة إلى مكتمل بشريعة غاب صعدة، ولا يمكن أن تكون مقولته تلك تعبيراً لحالة شرعب التي تموت دون أن ينتبه أحد لمعنى سكرات بلاد، وللبلدان سكرات كالإنسان.
مقيل واحد مع شرعبي أحالني إلى جحيم، أسقط رفيقي الحالة الشرعبية أمامي، تجنيد الأطفال والقتلى الذين لا عد لهم والضحايا ممن قتلتهم الجماعة وهم بالأصل معهم، وعذابات الأمهات وهن يعجزن عن الرد بوجه أولادهن خوفاً من الموت، بيد الأبناء، والعائلات القتيلة بجبهات الكهنوت، والتعليم المندثر، والمشرف الصعداوي الذي يشتري كل أراضي البلاد في سوق الربوع، بيوت ودكاكين، وهروب الآباء بأولادهم إلى المدينة خوفا من التعليم الذي يسلب فكر الأطفال وخوفا من أخذ الأطفال إلى الجبهة؛ فيضطر الأب إلى ترك بلاده إلى المدينة وهذه أفزعتني، فالبقاء تفريط ومغادرة بلادك وتركها للكهنوتيين الغزاة تفريط، مشكلة.
طالب سب عبدالملك (الحوثي) أمام زميله فقاده زميله الطفل إلى قسم الشرطة، زميل وجار، جيرانك يحصون خطواتك ويبلغون النقاط، الآباء بخوف عارم من أولادهم، الصغار كلما طلبن منهم أمهاتهم القيام بعمل ما يهددونهن بالذهاب إلى الجبهة، الكتب المدرسية مفخخة بالموت، في كل أسبوع يوم تربوي لتدريس الصغار في المدارس شريعة الكهف الأسود وفي كل بيت ضحية، وأكثر من ضحية، منهم فقد اثنين، ومنهم ثلاثة، بعضهم أربعة، خمسة!
مئات الدكاترة في شرعب، ومديري مشافي الريف من عمران، صعدة، أبو طه الطالبي في شرعب هو الشيخ وهو السيد وهو الدكتور وهو التاجر وهو الآمر الناهي، ذل مريع، الأسر الكبيرة والتي لم تتكهنت مقفلة أبوابها على عقيدتها الجمهورية وتخاف الشعور الوطني، والنشيد الوطني لم يعد في بال صغار وكبار الناس بل الصرخة، والأدهى مركز للزينبيات.
في بني شعب، يبنى هناك مركز للزينبيات، يدرسن ويعلمن وهن أمهات وبنات وزوجات الضحايا مع الكهنوت، كل نساء البلاد، يملكن الأطقم العسكرية، يصلن إلى سوق الربوع في وسط البلاد، ومشرفات كهنوتيات، يخشى أن يقول لهن أحد أي كلمة؛ زينبية تستبد بشنبات البلاد، بقوم وأقوام، وأشياء لا تخطر على بال ومهانة منقطعة النظير.
ماذا يحدث بشرعب؟
أشياء كثيرة، أكثر من الكلام، ومن اللغة، وأبكى من كل شيء، هذا في شرعب السلام ولو تعمقنا في الرونة لوجدنا ما هو أكثر، ثمة هوية جديدة منافية للمجتمع الشرعبي تحل بالدم بديلاً للناس وللبلاد ونحن بماذا ننشغل ونتصارع؟
تعز أين هي ولو إعلاميا؟ تعز في معارك مختلفة بالساحل الغربي ومع الجنوب.
نحن نفقد شرعب، نفقد جيل شرعب، لا دور للإعلام في توضيح وشرح وتفسير وتفكيك معاناة شرعب، هي وحيدة، تموت وتهان وهي وحيدة ولو من صاح يقول: ثمة شيء هناك في شمال تعز بمديريات كثيرة، ثمة طغيان لا مثيل له، وثمة ظلم وثمة كهنوتي يدمي البلاد ويعيد جغرافية البلاد وتركيبة البلاد ببندقيته وإهانته للناس إلى مربع سقط من قبل وأشد منه، دققوا النظر وشاهدوا شرعب لمرة أخيرة.
القوا التحية على شرعب فهي تموت، تغادر فحواها الحقيقي وقولوا: عظم الله أجر تعز.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك