عندما غادر رجال الانتفاضة الديسمبرية صنعاء فراراً بأرواحهم من الكهنوت الإيراني لم تأوِهم مدينة أو جبهة شمالية، رفضتهم مارب، منعوهم من تشكيل لواء واحد للقتال في نهم والاتجاه نحو صنعاء، وطاردوهم في المدن المحررة رغم ألا سوء اجتماعي بيننا وبينهم، كما كان من قبل سقوط الدولة بين الجنوب والشمال، أين ذهب هؤلاء الرجال؟
ذهبوا إلى عدن فكانت هي المأوى.
عدن لمت الرجال من كل حدب واحتضنتهم من كل صوب، وسورتهم بالمنعة وساندتهم أول الأمر وآخره، بل ومضت معهم الرصاصة بالرصاصة، إلى الساحل، إلى الحديدة وإلى النصر، النصر الذي تحقق كان مشتركاً بين رجال من الشمال ورجال من الجنوب، وما تزال عدن حتى اللحظة هي متنفس الجمهوريين الأشاوس من الساحل الغربي، عدن والجنوب فقط.
منعوا في تعز مرور الرجال عبر المدينة إلى عدن أول النفير الجمهوري.
عندما ضيقت المليشيات من الذهاب ناحية عدن أول ظهور طارق صالح كان الرجال يتعذرون بالسفر لأغراضهم ناحية تعز ومن تعز إلى عدن ولكن سلطة الإصلاح في تعز منعتهم وضيقت عليهم أكثر.
تخيلوا هذه الحقيقة هي قليل من الحقيقة، وهذا ما حدث ولا زال يحدث في تعز.
فلا يمكنني العيش في مدينة تعز رغم أنني شمالي ومن أبناء تعز، لأنني أنتمي لحراس الجمهورية، وضايقوا النازحين في التربة، وكل مرة يزجون برجال الحراس في سجونهم، وهم أبناء شمال، وأبناء تعز..!
يتمنى كل جمهوري هنا زيارة تعز، لكنه في كل عيد وإجازة يتجه إلى عدن، لماذا؟
لأن عدن للجميع، تأوي الجميع، وكان من المفترض لو قسنا الأمر بمقتضى التناقضات التي كانت من قبل سقوط الدولة لقلنا على عدن أن ترفض هؤلاء الرجال وستحتضنهم تعز، فحدث ما هو عليه الآن.
فكفوا عن تزوير الواقع، فالتاريخ سيكتب أن الحراس بدأوا من بئر أحمد في عدن، لا من تعز، ولا من مارب، نهم. الشمال كله في عدن.
الجريمة التي حدثت في نقطة بأطراف الجنوب جريمة كما كل جرائم العالم، وعدن وكل الجنوب براء من ذلك وهم من أول الذين وقفوا مع الضحية.. فلا تتنكروا لجميل المدينة التي كانت الملاذ ولا زالت هي المأوى والملاذ.
يعجز أي مواطن شمالي من غير تعز، أن يزور تعز، ولو لعمل طارئ، لا يمكن لأي مواطن من أعلى مهما كان جمهورياً أن يبيت في فندق بمدينة تعز إلا ويجد نفسه في البحث، ووصل الأمر أن منعوا دخول كل أبناء الشمال من نقطة الهنجر إلى مدينة تعز، فأين العنصرية؟
عنصرية تعز أشد من صنعاء وأشد من عدن.
هذه حقيقة من تعزي عاد قبل شهر من مدينته وأدرك مؤخراً أنه نجا بأعجوبة، وأن اسمه في دفاتر القتلة لصعود آخر إلى تعز، الفوهات في انتظاره!.
خفوها على عدن، وعلى كل الجنوب.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك