الحوثيون يعززون قبضتهم على الجوف بتعزيزات إضافية لحصار القبائل

الحوثي تحت المجهر - منذ ساعتان و 44 دقيقة
الجوف، نيوزيمن:

دفعت ميليشيات الحوثي الإيرانية خلال الأيام الماضية، بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى مديرية خب والشعف، أكبر مديريات محافظة الجوف، في محاولة لتشديد قبضتها الأمنية وفرض واقع ميداني أشبه بالحصار على السكان. 

التحرك يندرج ضمن استراتيجية الجماعة لتطويق القبائل والسيطرة على طرق الإمداد والمنافذ الحيوية في المحافظة، مع تكثيف الإجراءات الأمنية التي تستهدف في جوهرها تقييد حركة المواطنين وإخضاعهم لرقابة صارمة.

وأكدت مصادر محلية أن الميليشيا الحوثية أقامت حزامًا أمنيًا على مداخل ومخارج مديرية خب والشعف، تزامن مع نشر أطقم عسكرية واستحداث نقاط تفتيش جديدة، تحت ذريعة "مكافحة التهريب". غير أن السكان يؤكدون أن الهدف الحقيقي لهذه الخطوات هو إحكام السيطرة على القبائل، ومنع أي تحركات احتجاجية أو مناهضة للوجود الحوثي.

إجراءات الميليشيا لم تتوقف عند الحواجز الأمنية، بل شملت فرض قيود مباشرة على حركة السكان، ما ضاعف من معاناتهم اليومية في حرية التنقل بين القرى والأسواق ، حيث جدوا الأهالي أنفسهم أمام نقاط تفتيش تُمارس ضدهم سياسة التضييق والاستجواب، في مشهد يعكس عقلية أمنية تُجرّم المجتمع وتعامله كخصم محتمل.

وتأتي هذه التعزيزات في وقت يتنامى فيه الغضب القبلي والشعبي ضد الانتهاكات الحوثية المتواصلة في الجوف، بما في ذلك نهب الأراضي وفرض الجبايات واستهداف المعارضين. وتخشى الميليشيا من تصاعد موجة غضب قبلي قد تتحول إلى انتفاضة واسعة، وهو ما يدفعها إلى تعزيز قبضتها الأمنية كإجراء استباقي لردع أي تحركات مناوئة.

تحركات الميليشيات وانتشارها في خب والشعف ليست بمعزل عن مسار الصراع الأوسع في شمال اليمن، حيث تسعى الجماعة إلى تحويل المناطق القبلية إلى بيئة مغلقة تخضع لرقابة أمنية وعسكرية، ما يتيح لها الاستمرار في استنزاف الموارد والسيطرة على طرق الإمداد الحيوية. وفي المقابل، فإن تشديد الحصار على القبائل قد يسرّع من انفجار الغضب الشعبي، الأمر الذي قد يضع الميليشيا أمام تحديات داخلية جديدة، تضاف إلى التحديات العسكرية والسياسية التي تواجهها على المستوى الوطني والإقليمي.