المرصد الأورومتوسطي: الكوليرا أصبحت وباءً متوطنًا في اليمن

الحوثي تحت المجهر - منذ 4 ساعات و 32 دقيقة
عدن، نيوزيمن:

حذّر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان من أنّ تفشّي الكوليرا في اليمن يشكّل تهديدًا خطيرًا لحياة الملايين، في ظل استمرار النزاع المسلّح، وتراجع التمويل الإنساني، وانهيار شبكات المياه والصرف الصحي.

وقال المرصد، في تقرير حديث إنّ البيانات الرسمية لا تعكس الحجم الحقيقي للكارثة، إذ يُرجَّح أن تكون أعداد الإصابات والوفيات الفعلية أعلى بكثير من المعلن، بسبب ضعف أنظمة الرصد الوبائي، وغياب التغطية الشاملة لخدمات الرعاية الصحية، وامتناع كثير من المصابين أو ذويهم عن الإبلاغ نتيجة صعوبة الوصول إلى المرافق الطبية.

وأشار التقرير إلى أنّ اليمن سجّل نحو 332 ألف حالة اشتباه بالكوليرا و1,073 وفاة بين مارس/آذار 2024 وأغسطس/آب 2025، بحسب منظمة الصحة العالمية، لتحتل البلاد المرتبة الثالثة عالميًا في عدد الإصابات، وسط مخاوف متزايدة من تفاقم الوضع خلال موسم الأمطار الحالي.

وأوضح المرصد أنّ تفشّي الوباء مرتبط مباشرةً بانهيار شبكات المياه والصرف الصحي وسوء إدارة النفايات وعرقلة وصول الفرق الطبية والإمدادات، مؤكدًا أنّ القانون الدولي الإنساني يلزم السلطات كافة باتخاذ تدابير عاجلة لمنع انتشار الأمراض القابلة للوقاية.

وأضاف أنّ الكوليرا أصبحت وباءً متوطنًا في اليمن نتيجة اتساع نطاق الإصابات وعدم معالجة الأسباب الجذرية، مشيرًا إلى أنّ البلاد شهدت بين عامي 2017 و2020 أكبر تفشٍّ للكوليرا في التاريخ الحديث، ولا تزال تسجّل إصابات يومية حتى اليوم.

وأشار المرصد إلى أنّ الأطفال والنساء هم الأكثر تضررًا، إذ يصاب عشرات الآلاف من الأطفال سنويًا بالإسهال المائي الحاد، ما يؤدي إلى الجفاف وسوء التغذية، بينما تمثل مخيمات النزوح بيئة خصبة لانتشار الوباء بسبب الاكتظاظ وغياب النظافة وصعوبة الحصول على المياه المأمونة.

وحذّر المرصد من أنّ العجز التمويني الحاد في خطة الاستجابة الإنسانية باليمن – الذي يتجاوز 80% – يهدد بانهيار البرامج الصحية والمياه والصرف الصحي. وبيّن أنّ الأمم المتحدة لم تتلق سوى 474 مليون دولار من أصل 2.48 مليار مطلوبة حتى سبتمبر/أيلول 2025، ما أدى إلى تعطيل أنشطة مكافحة الكوليرا والوقاية منها.

وطالب الدول والجهات المانحة بالوفاء بتعهّداتها المالية تجاه خطة الاستجابة الإنسانية، مؤكدًا أنّ الالتزامات الدولية تجاه اليمن ليست طوعية بل التزام قانوني وأخلاقي لحماية الحق في الصحة والمياه الآمنة المنصوص عليه في المواثيق الدولية.

وشدّد المرصد على أنّ السلام المستدام والتنمية المتوازنة هما الشرطان الأساسيان لإنهاء دوامة الأزمات والأوبئة المتكرّرة في اليمن، داعيًا المجتمع الدولي إلى معالجة الأسباب الجذرية للأزمة عبر دعم مسار السلام وإعادة بناء البنية التحتية والخدمات العامة.