اختطافات مسعورة.. الحوثيون يشنّون موجة قمع جديدة في ذمار
الحوثي تحت المجهر - منذ 3 ساعات و 23 دقيقة
ذمار، نيوزيمن:
تشهد مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي الإرهابية، المدعومة من إيران، موجة غير مسبوقة من حملات الاختطاف والملاحقات الأمنية، في ظل تصاعد الغضب الشعبي من سياسات النهب والتجويع والقمع التي تنتهجها الجماعة ضد المواطنين.
وفي أحدث فصول القمع، كشفت منظمة مساواة للحقوق والحريات عن تنفيذ الميليشيا، أمس الثلاثاء، حملة اختطافات واسعة في محافظة ذمار، طالت أكثر من 80 مواطناً من الشخصيات الاجتماعية والأكاديمية والتربوية، إضافة إلى مرضى وكبار في السن من مختلف مديريات المحافظة.
وقالت المنظمة في بيان لها، إن هذه الحملة تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف التي تضمن حماية المدنيين وتصون حريتهم وأمنهم الشخصي. وأكد البيان أن الميليشيا الحوثية تمارس منذ سنوات سياسة قمع ممنهجة تستهدف كل من يعبّر عن رفضه لنهجها الاستبدادي، مشيرة إلى أن ما يجري في محافظة ذمار يضاف إلى سلسلة طويلة من الانتهاكات المروّعة بحق المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
وأوضحت المنظمة أن استمرار هذه الجرائم يأتي في ظل صمت دولي مقلق يشجع الميليشيا على التمادي في انتهاكاتها، داعية الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية الدولية إلى التحرك العاجل لوقف هذه الممارسات، والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المختطفين، ومحاسبة المسؤولين عنها.
بدورها أكدت الحكومة اليمنية أن هذه الحملة تأتي امتداداً لسلسلة من الاعتقالات والانتهاكات الممنهجة التي تشنها الميليشيا في صنعاء وإب والحديدة وحجة والمحويت وعمران، ضمن سياسة متكررة تهدف إلى كسر إرادة المواطنين وتكميم أفواههم.
وقال وزير الإعلام والثقافة والسياحة، معمر الإرياني، في تصريح رسمي، إن "ما تقوم به ميليشيا الحوثي من اعتقالات تعسفية واختطافات عشوائية يؤكد حالة القلق والارتباك التي تعيشها الجماعة بعدما أدركت أن قبضتها الأمنية بدأت تتآكل، وأن صبر اليمنيين على جرائمها ونهبها الممنهج للثروات قد بلغ مداه".
وأشار الإرياني إلى أن الميليشيا، بدلاً من الاستجابة لمطالب الناس وإنهاء أسباب الاحتقان الشعبي، تلجأ إلى القمع والاختطاف والإرهاب، لتؤكد مجدداً أنها لا تمتلك مشروعاً وطنياً، وإنما مشروع خوف واستعباد يسعى لتكميم كل صوت معارض.
وأضاف الوزير أن الحملة الأخيرة "تكشف بوضوح طبيعة الميليشيا التي تحولت إلى عصابة تمارس الإرهاب المنظم بحق الشعب اليمني، وتعيش حالة عزلة متزايدة حتى داخل المجتمع الذي تزعم تمثيله"، لافتاً إلى أن الجرائم الممنهجة ضد المدنيين "لن تمنح الحوثيين إلا مزيداً من السقوط الأخلاقي والسياسي والانكشاف أمام الرأي العام المحلي والدولي".
ويرى نشطاء حقوقيون أن تصاعد هذه الحملة يعكس الانهيار المالي والأمني الذي تمر به الميليشيا الحوثية في ظل فقدانها السيطرة على الشارع، وتزايد التململ الشعبي من سياسات الإفقار وفرض الجبايات. معتبرين أن استخدام "الاختطاف الجماعي" بات وسيلة مكشوفة لإرهاب المجتمع وكبح أي تحرك شعبي، فيما تُبرر الجماعة جرائمها باتهامات باطلة تتعلق بـ"التخابر أو التآمر" في محاولة لإضفاء طابع قانوني زائف على ممارساتها القمعية.
وختم وزير الإعلام تصريحه بالتأكيد على أن هذه الممارسات القمعية "لن تنجح في كسر إرادة اليمنيين ولا في إسكات أصواتهم الحرة"، مشدداً على أن الشعب اليمني بات أكثر وعياً بجرائم الميليشيا وبزيف شعاراتها، وأكثر إصراراً على استعادة دولته ومؤسساته وكرامته الوطنية.
وأضاف أن بطش الحوثيين اليوم "هو آخر فصول مشروعهم الكهنوتي"، وأن سقوطهم بات "مسألة وقت لا أكثر"، مع تزايد الرفض الشعبي واحتدام الضغوط الدولية على داعميهم في طهران.
>
