الحرب وأطفال تعز ..!

الحرب وأطفال تعز ..!

السياسية - Monday 11 July 2016 الساعة 09:18 pm

طارق البناآ  في تعز طغت الصورة الأليمة للأحداث على كل تفاصيل الحياة في المدينة ، ولعل أبرزها ما رسمه العيد على وجوه الأطفال ! من زاوية واحدة سأنظر للصورة ، لنعرف قدر فداحة ما أحدثته الحرب، في الذهنيات ، وفي العقول ، وحتى في أحلام الأطفال ، وألعابهم .. في كل الأعياد تتنوع ألعاب الأطفال ، وتتعدد أشكالها ، لكن في هذا العيد ، كانت الالعاب المصممة على هيئة أسلحة، هي الغالب حد التعميم ، والمتواجدة بكثرة حد الاكتساح .. احتكرت تلك الألعاب أيدي الأطفال ، وأخذتهم من فطرتهم التي يفترض أن تكون أبعد ما تكون عن مثل هكذا أمور ! في كل الحواري ، تجد تجمعات للأطفال .. أصوات اللعب تعلو ، غير أنه يشبه لعب الكبار ، مع أنه يفتقد لنكهة الموت التي يتقن رسمها الكبار ، لكن مجرد تفكير الأطفال بهكذا أمور ، هو موت أيضا ! ينقسم الأطفال ، يتوزعون في مداخل الحيآ  في أزقة المنازل، خلف السيارات .. الكل يحمل أسلحته، ويبحث عن الطرف الآخر .. تسمع حوارات تعبر عن الواقع على هيئة لعبة ! اكثر الأطفال بؤسا يضطره البقية للعب دور القناص الحوثي .. فيما لديه من يساعده ، والغالبية يبقون كشباب للمقاومة! بين الفينة والأخرى تعلو أصوات التكبير .. مسدسات (الخرز) وقنابل الصوت تنبئ عن كارثة تجتاح ألباب هؤلاء الصغار ، ممن أضرت بهم الحرب نفسيا ، وسيحتاجون لعمل شاق وجهد كبير لإعادة تأهيلهم ، حين تنتهي هذه الحرب ، إن انتهت ! قبل يومين تقريبا ، كان أحد شباب المقاومة من أصدقائي يمر في إحدى الحواري ، وجاء على جمع من الأطفال ، يلعبون.. وجد "محمد الحكيمي" انتشارا حقيقيا للأطفال كجنود مدربين ، تمترس ، انتباه ، تخطيط ، وتعزيزات .. مر قليلا ، ليفاجئ بأحد الأطفال يمشي نحوه بسرعة ، صارخا به : "فندم ، طهرنا التبة أنا والرجال ، ورجعنا الحوثة منزل ، وبنخرجهم قريب إن شاء الله" ابتسم صديقي ، وقال باندماج : "خلاص اعملوا متارس وثبتوا أنفسكم في المكان"آ  وذهب ... فيما بقي الأطفال يكملون اللعبة العصيبة .. وفي حين ينتهي هؤلاء الأبرياء من لعبهم ويعودون للضحك والتنازع على قطعة حلوى ، يبقى الكبار يتقاتلون بلا انتهاء ، ويبقى أبناء المليشيا يموتون ، فداء لسيد أو زعيم ، لا يريد نصيبه من الكعكعة ، بل يريد الكعكعة كاملة !آ آ·آ آ آ  آ آ آ آ آ آ آ آ آ آ آ آ  من صفحة الكاتب بالفيسبوك