قواعد مؤتمر صنعاء تقاطع احتفال التأسيس تنديداً بجرائم المليشيا

السياسية - Tuesday 14 August 2018 الساعة 05:56 pm
صنعاء، نيوزيمن:

فشلت قيادات المؤتمر الشعبي العام في صنعاء الواقعة تحت سلطة مليشيا الحوثي الانقلابية، في حشد حضور جماهيري شعبي لفعالية الاحتفاء بالذكرى الـ(36) لتأسيس حزب المؤتمر الشعبي العام التي توافق الـ(24) من أغسطس من كل عام.

الفعالية التي أقيمت بقاعة النادي الأهلى بصنعاء، اليوم الثلاثاء 14 أغسطس، اقتصر الحضور فيها على عدد محدود من مسئولي المؤتمر المشاركين في حكومة الانقلاب ومجلسي النواب والشورى الواقعين تحت سلطة المليشيا، فيما عد مقاطعة جماهيرية من قواعد وجماهير المؤتمر بمؤتمر أمانة العاصمة وبقية المحافظات للفعالية، تنديداً بممارسات المليشيا بحق قيادات وقواعد وأنصار المؤتمر في صنعاء وبقية المحافظات الواقعة تحت سلطة المليشيا.

ورغم محدودية حجمها، خلت مدرجات قاعة النادي الأهلى، من أي حضور جماهيري لقواعد المؤتمر في أول تمرد من نوعه لقواعد المؤتمر وجماهيره العريضة.

واعتبر الناشط المؤتمري، عباس الفقيه، مقاطعة قواعد المؤتمر وتمردهم على دعوات قياداتهم في صنعاء، تعبيرًا عن رفضهم لسياسات قيادات الحزب في صنعاء ومشاركتهم سلطات الانقلاب الحوثية، واحتجاجاً على بقاء جثة الرئيس صالح وأقاربه رهن الاعتقال التعسفي.

تحضير إلزامي لموظفي الأمانة العامة

وغاب عن الفعالية القائم بأعمال رئيس المؤتمر في صنعاء، الشيخ صادق أمين أبو راس، والأمين العام المساعد فائقة السيد، وعدد من أعضاء اللجنة العامة والدائمة. وقالت مصادر عاملة في الأمانة العامة للمؤتمر لـ(نيوزيمن)، إن الأمانة العامة أصدرت تعميماً لموظفيها يلزمهم بحضور الفعالية وأنه سيجرى التحضير للمشاركين بالاسم، وأشارت المصادر إلى تقديم موعد الفعالية إلى اليوم الثلاثاء 14 أغسطس، تحت مخاوف العجز عن الحشد لها، في 24 أغسطس الذي يوافق إجازة عيد الأضحى المبارك.

وعلى غير العادة في مثل هكذا مناسبات تاريخية، أعلن في وقت لاحق بيان عن المؤتمر في صنعاء، ولم يشر البيان إلى مطالب قواعد المؤتمر بشأن جثة صالح ومصير أقاربه ونشطاء المؤتمر رهن الاعتقال واحتلال مقراته ومصادرة ممتلكاته، وتجاهلت مخرجات الفعالية والكلمات الملقاة مصير جثة الزعيم علي عبدالله صالح، وبقاء أقاربه رهن الاعتقال التعسفي منذ انتفاضة ديسمبر العام الماضي.

ويعتقد الناشط المؤتمري، عباس الفقيه، في حديث لـ(نيوزيمن)، أنه كان الأولى بقيادات المؤتمر في صنعاء المطالبة باسترداد مقرات وأملاك وأموال المؤتمر المصادرة لدى مليشيا الحوثي، وكذا المطالبة بالإفراج عن مئات المعتقلين في سجون الحوثي من نشطاء وكوادر المؤتمر في صنعاء وعدد من المحافظات، هذا غير إقصاء الآلاف من وظائفهم دونما مسوغ قانوني، ومنعت مليشيا الحوثي تعليق شعارات المؤتمر وصور قياداته خارج نطاق القاعة.

منع شعارات المؤتمر وصور قياداته

وسمحت المليشيا برفع صورتين للزعيم الصالح وعارف الزوكا على منصة الفعالية مع عدد من الشعارات والعبارات من النظام الداخلي لحزب المؤتمر، وشوهدت عناصر مسلحة تابعة لمليشيا الحوثي على بوابة وحول محيط القاعة، واستهلت الاحتفالية بقراءة الفاتحة على أرواح الشهيدين الزعيم علي عبدالله صالح والأمين العام للمؤتمر الاستاذ عارف الزوكا، وكل شهداء المؤتمر والوطن، ثم السلام الجمهوري، مرددين بعد ذلك هتاف: "بالروح بالدم نفديك يا يمن.. نفديك يا صنعاء نفديك يا عدن".

وفي كلمته الافتتاحية، قال محمد حسين العيدروس، عضو اللجنة العامة رئيس معهد الميثاق: "إن المؤتمر الشعبي العام ولد من داخل هذا الوطن وصاغ عند تأسيسه وبأيادٍ يمنية خالصة وثيقة وطنية أساسية هي الميثاق الوطني، وأن المؤتمر ظل صامدا وثابتا ومدافعا عن سيادة وكرامة الوطن".

وفيما حيا "كل المؤتمريين الصامدين والثابتين على مواقفهم داخل اليمن وخارجة"، أضاف العيدروس "أن المؤتمر سيظل شجرة مثمرة ولا يرضى بالغث كما لا يقبل بالأشياء الميتة".

إشادة لافتة بمواقف قطر والكويت

وكان لافتاً في البيان الصادر عن مؤتمر صنعاء، اليوم الثلاثاء، تجديد مطالبته "إيقاف العدوان ورفع الحصار وإخراج القوات الأجنبية ورفع اليمن من تحت البند السابع".. كما دعا "الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والمنظمات الدولية إلى تحمل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية والإنسانية تجاه الشعب اليمني وما يتعرض له من جرائم قتل وإبادة جماعية وذلك من خلال إصدار قرار دولي ملزم بإيقاف العدوان ورفع الحصار"، حسب تعبير البيان.

وفي تطور لافت عبر بيان مؤتمر صنعاء عن تقديره "لمواقف كل الدول والمنظمات التي ساندت وتقف إلى جانب الشعب اليمني"، محددا من ذلك مواقف "سلطنة عمان والكويت وقطر".

وداخليا أكد بيان مؤتمر صنعاء، "انفتاحه على جميع القوى السياسية، مجددا دعوته لمصالحة وطنية شاملة لا تستثني أحدا، وبما يسهم في تجاوز اليمنيين لمشاكلهم وخلافاتهم عبر الحوار وتقديم التنازلات لبعضهم البعض بعيدا عن اي تدخلات أو ضغوط خارجية"، ويرى بيان مؤتمر صنعاء "أن الحل لن يكون إلا بين الأطراف اليمنية التي صار يتحتم عليها تغليب مصلحة الوطن ووقف نزيف الدم اليمني".