فظائع أربعة سجون حوثية.. تهامة تتذكر سجون الإمامة وقوافل الزرانيق إلى زَنازين حجة

السياسية - Sunday 23 December 2018 الساعة 09:44 pm
المخا/تهامة، نيوزيمن، خاص:

يستدعي شيوخ تهاميون أمام وقائع تحدث من قبل جماعة الحوثي، الذراع الإيرانية في اليمن، مشاهدَ وصوراً من عهد الإمامة التي جثمت على صدور اليمنيين قبل أن تسقطها ثورة وجمهورية 26 سبتمبر 1962.

ويقارنون حملات الاعتقالات والاختطافات، والسجون السرية والتعذيب، ونقل السجناء من تهامة إلى أماكن أخرى ومنها إلى حجة بصورة جماعية، بما كانت تفعله الإمامة في تهامة وفي مواجهة انتفاضة الزرانيق وأبطال الساحل الذين واجهوا وقاتلوا الظلم والبغي والتسلط الكهنوتي.

ما أشبه الإماميين بالإمامة

يتذكر الناس، ويحفظ الإرشيف، صوراً توثق لمشاهد نقل جماعي للسجناء من تهامة تحت الإذلال والتنكيل الوحشي مربوطين من رقابهم بالحبال، من قبل عمال وجنود الإمامة الذين عاثوا فساداً وبغياً في قرى التهاميين، ويساقون إلى الحديدة ومنها إلى حجة وزنازين الإمامة سيئة السمعة، مشياً على الأقدام وتكبلهم القيود.

ما يفعله الحوثيون اليوم في تهامة لا يختلف عما فعله الإماميون وفعلته الإمامة من قبل. يقول الشيوخ إن الحوثة أسوأ ما بقي إلى اليوم في اليمن من عهد الإمامة الكهنوتية.

يكرر الحوثيون بحق أبناء تهامة جرائم الإمامة، وطوروا أساليب التعذيب والتنكيل في السجون السرية الأربعة الكبيرة، التي كشفها نيوزيمن مؤخراً، وتحتاج إلى مزيد من التقصي والإشهار والتوثيق حتى لا تموت الجرائم ضد الإنسانية في تهامة ولا يفلت المجرمون من العقاب.

يتناقل الشيوخ وكبار السن قصصاً بوقائع تعذيب في سجون الإمامة، ومنها: القيود الحديدية في الأيدي والأرجل والأقبية الموحشة المظلمة بلا تهوية وبعيداً عن الضوء والشمس... وسواها من الانتهكات التي تكرست في سجون وأيام الإمامة، لكن ليس من بينها إحراق الأجساد بالأحماض الكيميائية القاتلة، كما وثقت وكالة أسوشييتد برس مؤخراً، أو التعذيب حتى القتل بالكابلات، كما وثق وكشف نيوزيمن من تهامة.

قصص موثقة وشهادت حية مصورة انتشرت على نطاق واسع بحالات ووقائع تعذيب بشعة تقشعر من وصفها الجلود، وإفادات بإعدامات وقتل مختطفين وسجناء قدمها آخرون أطلقوا في عمليات تبادل. جميعها لم تلتفت إليها المنظمات الدولية والأمم المتحدة مقارنة بصورة طفل يعاني سوء تغذية.

صدمة السجون الأربعة

وكشف نيوزيمن، الشهر الجاري، عن السجون الأربعة الرئيسية للتهاميين، أقامتها واستخدمتها المليشيا على أرض تهامة لإخفاء وزج وتعذيب السجناء حتى الموت، ونقل من تبقى منهم إلى زنازين حجة على سنة الإمامة، وهو -النقل- الذي كان وراء الوصول إلى كشف السجون الأربعة وأقبية التعذيب والسحل.

وفي شهادات موثقة تظهر للمرة الأولى معلومات بشأن عمليات الإعدام بالتعذيب أمام سجناء آخرين لترهيبهم وحملهم على الرضوخ. شاهد سجناء أصحاب وأقارب لهم يموتون تحت التنكيل الوحشي. وتذهب المعلومات إلى مقابر جماعية في محيط السجون.

عشرات من تلك الإعدامات تم تنفيذها في معتقلات بيت الفقيه والأمن السياسي وسجن جمعية الزهراء في الزيدية، إضافة إلى من توفوا أثناء عمليات التحقيق.

وكشفت الشهادات طرق الإعدامات، أقساها كان يتم عبر كابلات حديدية تثبت في الكتفين حتى ينقطع الجسد. ويتم ذلك أمام عدد من المعتقلين الذين يقومون بالإدلاء باعترافات ترغمهم المليشيا عليها تحت الترهيب الوحشي ويتم تصويرها ونشرها لاحقاً عبر وسائل إعلامهم وقناة المسيرة باعتبارهم "مرتزقة وعملاء ودواعش".

وقامت المليشيا بنقل عدد كبير من المختطفين من محافظة الحديدة إلى سجون خاصة أنشأتها في محافظة حجة. وبصورة خاصة كانت عمليات النقل تتم من أربعة سجون رئيسة في المحافظة: أحدها كان مبنى مخصصاً كسكن لأكاديميي كلية التربية في مدينة زبيد حولته المليشيا إلى معتقل خاص. وسجن تابع لجامع التقوى في مدينة بيت الفقيه، وهو مركز الاعتقال الأكبر في المديريات الجنوبية للمحافظة. وسجن الأمن السياسي بمركز مدينة الحديدة الذي يدير عمليات قتل وتصفية المحتجزين فيه علاء الدين العميسي، مسئول الأمن الوقائي في المليشيا. وسجن في جمعية الزهراء بمديرية الزيدية، وهو المعتقل الأكبر في المديريات الشمالية من الضحي حتى الزهرة.

كما نُقل عشرات المحتجزين من سجون في منطقتي الكدن والقطيع ومديرية المراوعة إلى المعهد التقني في مدينة باجل الذي حولته المليشيا إلى أكبر مركز اعتقال في المديريات الشرقية لمحافظة الحديدة.

بدايات خجولة

وتسجل وكالة أسوشييتد برس "صدمتها" أمام حالات، عرضها تقرير للوكالة وترجمه نيوزيمن، توثق بعضاً من أساليب التعذيب التي تمارس ضد اليمنيين في المعتقلات الحوثية.

وقالت الوكالة، إن شريط الفيديو المرفق بالتحقيق ويوثق حالات تعذيب وحشي أرسل لزعيم المليشيا ولم يرد. ويبقى كل ما نشر حتى الآن مجرد بدايات خجولة ويتعين العمل والبناء عليها.

وخلفت الروايات والنشر صدمة كبيرة إزاء وقائع وأساليب قتل وسحل لليمنيين تحدث في سجون سرية جماعية أقامتها المليشيا الحوثية المدعومة من إيران، ويصرف العالم والأمم المتحدة النظر عن كل ما فيها من وحشية ودموية.