جبهة حرب غير مرئية: رعب "الاختراق" يعصف بالحوثيين وفرق التصفية فوّتت "الذهب" في صنعاء

السياسية - Tuesday 01 January 2019 الساعة 01:02 pm
صنعاء/ المخا، نيوزيمن، خاص:

تستشعر جماعة الحوثي، ذراع إيران في اليمن، الخطر مع انخراطها المتردد والمراوغ في إجراءات بناء الثقة لتنفيذ اتفاق السلام الخاص بموانئ ومدينة الحديدة واتفاق تبادل الأسرى.

وتخشى المليشيات من تفرغ التحالف العربي لاستقطاب واستمالة قيادات قبلية ومحلية وازنة في جبهات القتال بمناطق الشمال والوسط خصوصاً في الضالع والبيضاء وحتى في العاصمة صنعاء.

ومثل التفارق والتصعيد الأخير مع أبرز القيادات الميدانية في البيضاء نقطة فاصلة في مسار العلاقة القلقة بين الحوثي ومراكز القرار في المليشيات وبين الرموز والوجاهات المحلية الفاعلة والتي سبق واستمالتها الجماعة إلى صفوفها وأوكلت إليها مهاما ميدانية وتحشيدية وحربية.

وتكشف معلومات خاصة لـ"نيوزيمن"، أن أجنحة متشددة، أو الأكثر تطرفاً في الجماعة الحوثية، تضغط لإزاحة وتصفية - أو على الأقل فض الحلف واعتقال وجاهات ورموز قبلية ومحلية مشاركة في الجبهات بقبائلها ومقاتليها.

وبحسب المعلومات، شددت المليشيات إجراءات المراقبة والمتابعة المستمرة لقيادات ووجاهات ورموز وضعت تحت مجهر الرصد والتنصت مع استقطاب مرافقين حولها كجواسيس لمصلحة الحوثيين، على خلفية توصيات من أجهزة أمنية واستخباراتية حوثية تضعها ضمن دوائر من الشك في الولاء وتفرزها إلى "عفاشيين" و"مدسوسين" و"مرتزقة متسترين"... وغيرها من التوصيفات.

واتهمت أوساط حوثية المراكز المتنفذة والمتطرفة بالوقوف وراء تصفية وتدبير اغتيالات طالت شخصيات مدنية وعسكرية وضعتها في دائرة الشك، ونسبت الجرائم إلى قضايا ثأر قبلي وخلافات أسرية وغيرها، كما حدث مع مشرف حوثي بصنعاء اغتيل داخل منزله وجيرت القضية على خلاف أسري حول الورث.

وأشارت مصادر أمنية، إلى تشديد الرقابة على قيادات وشخصيات في العاصمة صنعاء، من مأرب والبيضاء وإب والحديدة، وأخرى من محافظات جنوبية وشرقية.

وعلى ذات الخلفية تفجرت الخلافات مؤخراً بين القيادات الحوثية والشيخ القبلي البارز في البيضاء أحمد سيف الذهب، المعين من قبل الحوثيين قائداً للواء 139.

ويتهم الذهب قيادات أمنية تابعة للمليشيا بتدبير محاولة اغتيال نجا منها بأعجوبة في جبهة دمت وقُتل اثنان من مرافقيه.

> الذراع اليمنى للحوثي في البيضاء ينشق.. ويغادر صنعاء بحماية "قيفة"

ووفقاً لمصادر نيوزيمن، سحب الذهب المجاميع التي كان يقودها في الجبهة عقب محاولة اغتياله، وقدم استقالته من جميع المهام الموكلة إليه من جانب ميليشيا الحوثي.

وحاول مهدي المشاط إثناء الذهب عن قراره، كما رفض الأخير تسليم الأسلحة، فيما حاولت أجهزة أمن المليشيات وضعه تحت الإقامة الجبرية.

واستعان الذهب بقبائل قيفة الذين تقاطرت أعداد منهم إلى العاصمة ليغادرها في حمايتهم تحت بصر الحوثيين الذين أسقط في أيديهم وعجزوا عن منعه المغادرة خشية من تفجر الأوضاع ضدها في البيضاء وهي تعاني أصلاً هناك من مشاكل جمّة.

وفي آخر التطورات، اتهمت وجاهات قبلية الحوثيين بتبييت نوايا سيئة ضد محالفيها وخصوصاً المرتبطين بالذهب وأولئك الذين لديهم أقارب يعملون مع الشرعية.

إلى هذا تقول أجهزة أمن حوثية، إن عدداً من الشخصيات محل التشكك والمراقبة اللصيقة تستخدم هواتف الثريا وتقنيات اتصال يصعب ملاحقتها للإفلات من التنصت على الشبكات المحلية.

واستهدفت عمليات دهم وتفتيش مفاجئة منازل ومساكن خاصة وأخرى مستأجرة في العاصمة صنعاء البحث عن أجهزة من هذا النوع بعد شكاوى أمنية من توقف شخصيات مراقبة عن استخدام شبكات الاتصالات المحلية، وبالتالي استحالة رصد مكالمات هاتفية تمكنها من معرفة ما يدور.