شهادات صادمة من مسئولين أمميين.. المنظمات والمليشيات وتجارة الأزمة الإنسانية في اليمن

السياسية - Wednesday 02 January 2019 الساعة 09:23 am
الحديدة/المخا، نيوزيمن، محمود زبين:

زيادة أعداد الجوعى مع زيادة خفايا العلاقة بين المنظمات والمليشيات

فتح البيان الصادر عن برنامج الأغذية العالمية باب فضائح مليشيا الحوثي على مصراعيه، ليكشف للعالم الممارسات الحوثية اﻹجرامية بحق المحتاجين للمساعدات الغذائية التي وصلت حد "سرقة الطعام من أفواه الجوعى"، وهي الجرائم التي كشف عنها حقوقيون يمنيون مراراً، ثم أثارتها في مناسبات عدة وسائل إعلام محلية وعربية وأجنبية. وترتب على تجاهلها ازدياد أعداد الجوعى في البلد بدلاً من تناقصهم المفترض.

زيادة الجوعى مع زيادة المساعدات!

على الرغم من المساعدات الغذائية المتدفقة إلى اليمن، فإن 15.9 مليون من السكان البالغ عددهم 29 مليون نسمة لا يحصلون على ما يكفي من الغذاء، طبقاً لبيانات أصدرها تحالف يضم جماعات منظمات إغاثة عالمية. أي أن المساعدات الواصلة لا تجد سبيلاً إلى الذين هم في أمس الحاجة إليها.

> تبييض أممي للملف الأسود في الحرب اليمنية.. المساعدات (اللا إنسانية)

كما أن البيانات الرسمية التي يصدرها التحالف العربي ومنظمات إغاثية منها ما يتبع الأمم المتحدة كشفت عن (تناسب طردي) بين الكميات الكبيرة من المساعدات الغذائية الإغاثية إلى اليمن، وارتفاع عدد الجائعين!!

وهذا يستلزم بالضرورة توجيه الاستفهامات إلى المنظمات التي تتولى عمليات توزيع المساعدات للمحتاجين المتواجد معظمهم داخل مناطق سيطرة الحوثيين، كما يثير أسئلة حول طبيعة عمل وكالات الأمم المتحدة وغيرها من منظمات الإغاثة الكبرى العاملة في اليمن ومدى تنفيذها للمهام التي تعهدت بتنفيذها في خطة الاستجابة الإنسانية خلال الأعوام السابقة.

بعيداً عن الرقابة والمساءلة

وفي ظل عدم وجود تقييم دوري لأداء منظمات الإغاثة الأممية والمساءلة عن نسبة تنفيذ ما التزمت به وجودة الأداء، وجدت تلك المنظمات نفسها بعيدة عن أي ضغوط دولية تستلزم ذكر انتهاكات المليشيا الحوثية بحق موظفيها والضغوط التي تمارسها للقبول بممارساتها الإجرامية.

> 15 % للحشد و15% تأمين و20% أخرى و12% لـ32 منظمة يمنية.. إنفاق الأمم المتحدة باسم فقراء اليمن

وهي بذلك تخالف المبادئ اﻹنسانية التي قامت عليها الأمم المتحدة والمبادئ اﻷخلاقية أيضاً بعدم تناول المعوقات التي تواجهها في مناطق سيطرة المليشيا الحوثية، فأحجمت عن كل ذلك مما جعلها -كرد فعل منطقي- عرضة لاتهامات بالتواطؤ أو التقصير حملتها تقارير وتحقيقات صحفية وحقوقية عن فساد مصاحب لعمليات توزيع مواد الإغاثة للمحتاجين.

فيما لجأت منظمات أممية في الحدود القصوى لتمثيل دور "الضحية" في تصريحات صحفية غير رسمية هنا وهناك لمسؤولين (يطلبون عدم ذكر أسمائهم) كشرط للكشف عن التهديدات والضغوط التي يتعرضون لها من قبل المليشيا.

بينما خلت بيانات تلك المنظمات من الاعتراف بأي قصور أو الكشف عن أي ممارسات المليشيا الحوثي الإجرامية التي على إثرها تمادت في تلك الممارسات، وهذا بالتالي كان أحد الأسباب الرئيسة في مفاقمة أعداد الجوعى في البلد.


المنظمات في قبضة المليشيات

وكالة أسوشييتد برس كشفت في جزء من تحقيق استقصائي نشرته قبل سويعات من بيان "اﻷغذية العالمي" عن كثير من خفايا العلاقة الغامضة بين المنظمات الأممية ومليشيا الحوثي، فقد نقلت عن مسؤول كبير في مجال المساعدات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة قوله إن الحوثيين "يهددون صناع القرار والموظفين الدوليين من خلال التصاريح وتجديد التأشيرات"، مؤكداً أن الذين لا يمتثلون ترفض تأشيراتهم.

وأضاف المسؤول الأممي، إنه اكتشف أن موظفيه كانوا ينقلون للحوثيين عن محتويات محادثاته ورسائله الإلكترونية، لافتاً إلى أنه عندما اشتكى من التجسس، سحب الحوثيون تأشيرته وأجبروه على مغادرة البلاد.

وأشارت الوكالة الأمريكية إلى أن مسؤولي الأمم المتحدة عموماً حذرون في التصريحات العلنية حول الحوثيين، والتي تستند جزئياً إلى مخاوف من أن المتمردين (الحوثيين) قد يردون عن طريق منع وكالات الأمم المتحدة من الوصول إلى الناس الذين يتضورون جوعاً.

> مع تحيات الـ(UN): أموال المانحين السعوديين والإماراتيين انتهت في جيوب الحوثيين

كما أكد المسؤولون وعمال الإغاثة للوكالة أن الحوثيين يتوعدون عمال الإغاثة الدوليين بالاعتقال أو النفي في حال الكشف عن استيلائهم على المساعدات الإغاثية، وإقامتهم نقاط تفتيش تطلب دفع "ضرائب جمركية" للسماح لشاحنات الأغذية بالمرور عبر المناطق التي يسيطرون عليها.