هل لا ترى الشرعية الإرهاب في شبوة أم هي من تصنعه وتدعمه؟ النخبة الشبوانية شريكة المواطنين في مكافحة الإرهاب والسلاح

السياسية - Sunday 13 January 2019 الساعة 02:56 pm
شبوة، نيوزيمن، أحمد العولقي:

كل المؤشرات تؤكد أن حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي ترى نجاح قوات النخبة الشبوانية تهديداً لها.
تمكنت النخبة من تأمين مناطق واسعة بمحافظة شبوة، وحاربت قوى الفوضى والإرهاب والجريمة، وهذا صميم دور وشعار ومهمة الشرعية وغاية الدعم الدولي والتحالف العربي لها.

فالدعم الدولي للشرعية، ينطلق من هدف أساسي يعني منع سقوط اليمن ضحية للإرهاب، الذي استحث قدراته الانتشار الحوثي وسقوط الشرعية.

وعلى النقيض مما هو متوقع وبدلاً من أن تتلقى قوات النخبة إشادة حكومية، فإن الذي حصل هو إشعال الحروب عليها، حتى إن الرئيس عبدربه منصور هادي أقال رئيس حكومته الدكتور أحمد بن دغر لمجرد أنه رفض رسالة من سفير عبدربه في واشنطن الدكتور أحمد بن مبارك التي طالب فيها مجلس الأمن باعتبار قوات النخبة تهديداً للسلام في اليمن، وأنها قوات غير نظامية مع أنها تتلقى الدعم من التحالف العربي ذاته الذي يتلقى منه الرئيس هادي الدعم لاستعادة الاستقرار والشرعية في اليمن.

حلف ثلاثي ضد "النخبة".. دولة هادي والإصلاح ترفض موت "القاعدة" في شبوة

وتتوالى الحروب الإعلامية لحلف هادي والإصلاح والحوثي الذين يلتقون في خط سير واحد إذا كان الأمر متعلقاً بالنخب الشبوانية والحضرمية أو الحزام الأمني.

من مديرية رضوم على الساحل شرقاً وصولاً إلى مديريات ميفعة والروضة وحبان وعتق غرباً، سيطرت نخبة شبوة على المحافظة التي كانت ميداناً مفتوحاً لتنظيم القاعدة وداعش الذي أقام فيها الدول والمعسكرات علانية.

وكانت سيطرة النخبة على “عزان”، العاصمة الدائمة لدول القاعدة في أبريل 2018م، واحدة من أهم النجاحات في الحرب على الإرهاب، وكاختبار لتأكيد الثقة الشعبية في المحافظة بالنخبة تلقت حملة النخبة دعماً شعبياً غير مسبوق لقرارها منع حمل السلاح في عاصمة المحافظة ومدنها.

‏دولة هادي والإصلاح في مواجهة شبوة.. لسان الحال: نعم للإرهاب والفوضى

شبوة المسلحة، التي يقال إنها مجرد منطقة للعصبيات والسلاح، رحبت شعبياً بالقرار، وأصبح كل شبواني يريد الدخول للمدينة يترك سلاحه في نقاط النخبة مقابل سند وصل إلى أن يخرج منها. وصار الناس يتنقلون بعدها متخففين من أدوات الموت، وقاد هذا إلى تمييز واضح بين من يحمل السلاح ضمن مشروع قتل وإرهاب، والمواطن الذي كان يحمله خوفاً على حياته فحين شعر بالأمان لوجود النخبة ترك سلاحه.

ومنذُ نحو عام من اليوم شهدت محافظة شبوة انحساراً كبيراً لما يعرف بالثأر القبلي نتيجة منع حمل السلاح، كما لم يتم اختراق القرار من قبل المواطنين.

وعلى خلاف المواطنين، فقد اختلق البعض من مسؤولي دولة هادي مشاكلَ مع نقاط النخبة على الطريق الساحلي معتبرين مطالبتها مرافقيهم بترك أسلحتهم عدواناً عليهم، رغم أن النخبة كانت تؤكد لهم التزامها بحمايتهم دون الحاجة لمجاميع قبلية تتحرك معهم..

غير أن المجتمع ظل داعماً لأبنائه الذين ينتمون لقبائله ومناطقه مشكلين النخبة منتشرين في الطرقات يؤمنون الناس، ويعيدون شبوة وصلا يمر من خلاله الناس والعائلات ومليارات الريالات فوق شاحنات مختلفة “لا يخافون إلا الله والمطبات”.

عودة الفوضى

توجت دولة هادي حملتها ضد النخبة بمحاولة التصعيد العسكري في مديريتي بيحان وجردان بالمحافظة، وجاءت حادثة “مرخة السفلى” في ذات السياق، غبر أن النخبة والمجتمع في شبوة تمكن من تطويقها جميعاً، واستمرت النخبة في أدائها الملتزم لمصلحة الناس وأمنهم.

أوهام المركز وخرافة الانفصال.. معركة صنعاء ومأرب من شبوة إلى تهامة 

ورصدت المصادر المحلية دوراً جديداً يتولاها مدير أمن المحافظة الذي يفترض به أن يكون الداعم الأول للنخبة، فأمن الناس ليس عرضة للصراعات من أجل المناصب والمصالح.

تقول المصادر إن مدير أمن شبوة، عوض مسعود الدحبول، عاد إلى ما كان بدأه مع تأسيس النخبة، في تعريض أمن المحافظة للمخاطر.

الدحبول كان يعتبر انتشار نخبة شبوة تهديداً للأمن الغائب الذي لم يكن يشعر به الناس لضعف الأداء الأمني وللصراعات السياسية والحزبية التي تأكل شرعية هادي من يومها الأول..
لكنه لاحقاً أقر بضرورة التعاون مع القوات، راضخاً للضغط الشعبي، فالناس يهمها مصالحها وليس مصالح مراكز القوى المتصارعين على غرف الفنادق.

وتحت غطاء اللجنة الأمنية للتحقيق في “أحداث مرخة”، عاد الدحبول لاستهدافه للنخبة، وفي أول بلاغ باسم اللجنة اعتبر الدحبول أن النخبة والإرهابيين هم “طرفا” أحدث مرخة، ومع ذلك يقول إنهما معاً يتحملان المسؤولية.. وهذا يعكس التزام الشرعية باعتبار الإرهاب صاحب حق أصيل في هذه البلاد التي يحارب فيها العالم كله ضد الإرهاب.

مدير الأمن عاد لتشجيع الناس لاختراق قرار منع حمل السلاح بعاصمة المحافظة عتق، ووفقاً لمصدر أمني تحدث لـ”نيوزيمن" فإن الدحبول قام بتسليح مجاميع من المدنيين الذين يوالونه خلال الأيام الماضية بهدف إفشال حملة منع السلاح، وإحداث حالة من الفوضى بمدينة عتق.