صورة مهينة لصراع شرعية المظاهر مع قتلة

السياسية - Sunday 13 January 2019 الساعة 06:08 pm
نيوزيمن، كتب/ نبيل الصوفي:

يموت رئيس جهاز الاستخبارات بحبَّة "بيرنجة" أو أي قطع حديد صغيرة تعلّم حزب الله اللبناني صنعها في حرب كانت مشروعه باعتبرها حرب لبنان الوطن ضد إسرائيل المحتلة له، ثم تحوّلت سلاحاً بيد الجماعات العاجزة مثل داعش والحوثي.

الطائرات هذه عبارة عن علبة محشوة قطعاً صغيرة حادة أو صغيرة تطير بسرعة بالانفجار فتخترق ما تصادفه قريباً.

هو سلاح "امجهله"، يمكن السيطرة عليه بقليل من الاحترازات.

لكنها شرعية عبيطة.. في ظل حرب وكل قياداتها تعيش في الفنادق تتصرف بكل تبسط.. وتمنح عدوها فرصة ذهبية ليس ليقتلها، فهي كشرعية لا شيء فيها يستحق القتل.. ولكن ليثبت أنها مهترئة.

شرعية تحارب قاتلاً مأجوراً، ثم تتزيّن في مواجهته بسيارات ضخمة ومناصب أضخم، وتختمها بحفل تريده فخيماً أيضاً.

وحتى اليوم -بعد 4 أيام من الجريمة- لم يقل عبدربه منصور أيَّ شيء.. فقط جدَّد صوراً ضخمة له في عدن..

عام 2019.. عام صعيب على هذا الاهتراء الشرعي.. بعد يومين، فقط، من منح هادي موافقته لجريفيث لتجديد إبقاء الحديدة قيد الوهم الحوثي، اعتبرها الأخير إذناً بمزيد من الحرية، فأطلق صندوق "البيرنجات" هذا ليهاجم حفلاً هادوياً.. ويترك هادي رئيس استخباراته أياماً في مستشفاه حيث يموت.. يوغل الرجل في إيذاء الموالين له.

وفيما يتحوَّل حفل العند إلى "عزاء"، يواصل جريفيث جولته المكوكية باحثاً عن فرص أخرى يمنحها للحوثي ليحقق أي نجاح جديد هناك في الساحل.. الذي لم تتوقف فيه الحروب إلا حرب تحرير مدينة الحديدة.. ويستغرب الواحد بكل وجع: لماذا يقبل المقاتلون في الساحل حشرهم كأهداف لرصاص الحوثي برعاية جريفيث.. أي شرعية لقرارات رجل مثل هادي؟ الرجل لا يكترث لمقتل قياداته في العند فكيف سيكترث لمقتل جنود ومواطنين في تهامة على يد الحوثي الذي يصارع باتريك في الحديدة باسم السلام، فيما يحاول قطع طريق القوات المشتركة على بُعد عشرات الكيلوهات جنوباً.. وهي تلك الطريق التي سُقِيتْ بالدم، فيما هادي يتنطع في غُرفه الفندقية.

الشرعية تحتضر بأخطائها.. تأكل نفسها.. تقتل قياداتها بالإهمال، وتحبط شعبيتها وتفقدهم الأملَ بها.

هناك من لا يزال يتمنّى قدرة لدى الشرعية على مراجعة أخطائها، وتصحيح تحالفاتها.. أما أنا فأعتقد أن هذا كمن يسقي وادياً غير ذي زرع مؤملاً أنه سينبت، إهداراً للوقت والمال والآمال..

وهذه الصورة كافية للتأكيد على كل ذلك..

رحمة الله على طماح، واللعنة على التراخي والاستعباط..