وكالة بلا أنباء وبلا نت وبلا قيادة.. "الشامي" الأخير في نعش "سبأ"

السياسية - Monday 14 January 2019 الساعة 06:52 pm
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

تهميش وتهشيم وكالة سبأ للأنباء، المؤسسة الإعلامية المركزية الكبيرة والرسمية الأولى في البلد، سياسة اتبعتها جماعة الحوثي، ذراع إيران في اليمن، منذ اجتياح العاصمة في سبتمبر 2014 والسيطرة على جميع مؤسسات الدولة.

عملت المليشيات، منذ الوهلة الأولى، على تهميش وكالة الأنباء اليمنية سبأ، وإلغاء دورها الإعلامي، وهي التي كانت تعتبر الناطق الرسمي باسم الدولة والحكومة.

أزاحتها المليشيات إلى الهامش، مقابل الاتكال على وكالتها البائسة ومواقعها الخاصة، كوكالة الصحافة الخاصة بالحوثي المتطرف أسامة ساري، وموقع المسيرة نت، ناهيك عن مئات المواقع الحوثية والتي تستقي أخبارها من موقع المسيرة لا من وكالة سبأ.

وتمعن الجماعة الكهنوتية الطارئة على عالم الإعلام والمؤسسات المدنية والمهنية المتخصصة، في قمع وإنهاك وتهميش الوكالة وموظفيها، وهي تدرك أن السواد الأعظم من صحفيي الوكالة معارضون لها.

*ضيف الله الشامي

عندما عُين القيادي المليشاوي الحوثي ضيف الله الشامي رئيسا لوكالة سبأ، لم يهتم بإبراز وتقوية دور الوكالة، خاصة في ظروف الحرب، حيث إن آخر من تصله الأخبار عن القصف أو أي عمليات عسكرية هي وكالة سبأ، وآخر من ينشر تلك الأخبار الآنية هي سبأ، في اليوم التالي على الأحداث ووقوعها، لأن الوكالة بعد قدوم المليشيات تقفل أبوابها من الساعة الثامنة في حين كانت حتى 2011 وهي تشتغل إلى منتصف الليل لتغطية الأخبار حتى بعد قصفها وتدميرها في حرب الحصبة في 2011.

ولولا إصرار الموظفين والصحفيين لكانت توقفت منذ قدوم المليشيات الجائحة، وهي توقفت بالفعل مرات عدة ولأيام، بسبب عدم وجود الوقود (الديزل)، لكن الكادر الصحفي والوظيفي بقي يستميت ضد إخراس توقف سبأ ومنبر الأنباء الأول فيما سبق.

إلا أنها تمضي من سيئ إلى أسوأ، واختصروا وكالة سبأ من عدة إدارات صحفية وأخرى إدارية ومالية وتجارية، إلى ضم جميع العاملين بجميع الإدارات في قاعة واحدة وهي قاعة إدارة الأخبار العامة، وأعطيت كل إدارة عامة، صحفية كانت أو إدارية، طاولة واحدة بجهازي كمبيوتر إلى أربعة أحيانا.

وبعد أن كانت وكالة سبأ بكادرها الإعلامي والصحفي، حيث تجاوز عدد موظفيها 2000 موظف وصحفي، أصبح لا يداوم في الفترة الصباحية فترة الذروة سوى 20 الى 25 موظفا وصحفيا.

* المسمار الأخير

ازداد الأمر سوءاً بعد ترقية ضيف الله الشامي، من رئيس للوكالة إلى وزير للإعلام، ليصبح هو المسمار الأخير في نعش الوكالة.

سحب ضيف الله الشامي بعد تعيينه وزيرا للإعلام طاقم إدارة رئيس مجلس الوكالة، بمن فيهم مدير مكتبه المتحوث وأحد أهم ركائز هدم الوكالة محمد الصعفاني.

فيما نائب رئيس مجلس الوكالة محمد عبدالقدوس الشرعي، من يوم قرار تعيين الشامي وزيرا للإعلام وهو محتجب ومقاطع للوكالة.

مصادر تحدثت، لـ"نيوزيمن"، عن غضب الشرعي من القيادة الحوثية، لعدم تعيينه محل الشامي كرئيس للوكالة، لتبقى الوكالة خالية على عروشها، فلا إدارات ولا رئاسة لتقود الوكالة، تاركين الموظفين لحالهم بدون قيادة أو على الأقل تاركين معاملات الناس وهموم الوكالة.

* "أربعاء الحوثي"

تغير يوم الأربعاء في وكالة سبأ، من "يوم ربوع السيد"، إلى "يوم ربوع الشامي" (..)، وبعد أن كانت تقام المحاضرة الإلزامية (التي تفرضها المليشيات الحوثية على موظفي القطاع الحكومي) في القاعة العامة للاخبار، ويجبر جميع الموظفين على الحضور حتى مدراء العموم لا يمكنهم أن يتغيبوا عن هذا اليوم، نقل الشامي الاجتماع لسماع محاضرة زعيم العصابة عبدالملك الحوثي، من قاعة الأخبار إلى مبنى وزارة الإعلام، ومن محاضرة يلقيها عبدالملك الحوثي إلى محاضرة يلقيها الشامي، ويأتي باص ويأخذ الموظفين من الوكالة إلى مبنى وزارة الإعلام. لتصبح وكالة سبأ يوم الأربعاء كمبنى للاشباح لا يتعدى فيه الموظفون عن عشرة أغلبهم من النساء.

* وكالة بلا نت

ومنذ تعيين الشامي وزيرا تدهورت شؤون وأحوال الوكالة الشحيحة والبسيطة ويعاني الموظفون في عملهم من انقطاع وضعف الانترنت.

وأرجع المهندسون ضعف الانترنت لعدم سداد الوكالة لقيمة الاشتراك لخدمة الإنترنت مما دفع وزارة الاتصالات إلى قطع الخط السريع للانترنت وترك الخط السيء لهم.

ونفذ الصحفيون، يوم الاثنين الماضي، وقفة احتجاجية رغم عدم وجود أي قيادة لتعلم بتلك الوقفة، وقام الصحفيون بنشر الصور في مجموعة الوكالة لعل وعسى يلتفت لها أحد إلا أنه لا حياة لمن تنادي، ليستمر وضع الوكالة في الموت السريري.